الأربعاء, 23 يوليو 2025 10:18 PM

رحيل حسان عزت: قامة الأدب السوري الذي ناضل بالكلمة ضد الظلم والاستبداد

رحيل حسان عزت: قامة الأدب السوري الذي ناضل بالكلمة ضد الظلم والاستبداد

دمشق-سانا: يختزل رحيل الناقد والأديب السوري حسان عزت مسيرة حافلة بالشعر ومقاومة الظلم والاستبداد، تلك المقاومة التي صاغها بإحساس شعري مرهف وحضور إنساني عميق، مما جعله محط اهتمام محبي الشعر والأدب وأنصار الكلمة الحرة.

يُعد حسان عزت، الذي غادر عالمنا أول أمس بعد صراع مع المرض، من أبرز شعراء العرب المعاصرين. لقد دفع ثمناً غالياً من عمره بسبب موقفه الرافض لاستبداد النظام البائد، ومناصرته لثورة الشعب السوري، حيث عانى مرارة الغربة والمنفى لمدة 13 عاماً.

من عالم الصحافة إلى رحاب الشعر

ولد الناقد والأديب السوري حسان عزت في دمشق عام 1949، وتخرج في جامعتها متخصصاً في الأدب العربي، ليمتهن الصحافة والأدب، مقدماً مئات الدراسات والأبحاث. تُرجمت أعماله إلى عدة لغات غربية، وظل وفياً لدمشق وقضاياها، وحافظ على حلمه الذي يرفرف في أشعاره، مؤكداً أن القصيدة ليست مجرد كلمات، بل هي حياة ومحبة وصمود.

نتاجاته محطة مهمة في مسيرة الشعر الحديث

عُرف حسان عزت بصوته الشعري المتميز، ولغته المرهفة، وصوره المجازية التي تنبض بالحياة والتمرد والجمال. شكلت مجموعاته الشعرية، مثل "جناين ورد" و"زمهرير"، محطات بارزة في مسيرة الشعر العربي الحديث، حيث عبرت قصائده عن قضايا الحب والحرية والوجود والكرامة بأسلوب يلامس القلب والعقل معاً.

تحظى أعمال عزت باهتمام أكاديمي واسع، حيث أُدرجت دراسات مثل رسالة الدكتوراه في جامعة مدريد بعنوان "شعر الحرب والسلام عند حسان عزت"، وتُدرّس بعض أعماله اليوم في جامعات عربية وأجنبية.

لم يقتصر إسهام عزت على الشعر فحسب، بل برز أيضاً كفاعل في الصحافة الثقافية، حيث بدأ في صحيفة "الحرية" سابقاً، وشارك في تأسيس وإدارة عدد من المجلات والصحف في الإمارات، مثل "المنارة" و"المهاجر" و"إنفينيتي" و"أخبار العرب".

من أوائل الأدباء الذين ناصروا الثورة السورية

كان الناقد السوري حسان عزت من أوائل الأدباء الذين أعلنوا رفضهم لجرائم النظام البائد بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، مما اضطره إلى الهجرة وقطع علاقته باتحاد الكتاب الممالئ للنظام آنذاك. ومع ذلك، ظل أثره الإنساني والأدبي حاضراً في وجدان الكثير من المثقفين.

كما عُرف عزت بمناصرته للحرية ولجميع السوريين، إذ وقف في وجه القمع والاستبداد، واختار الكلمة وسيلة للمقاومة. كانت قصائده التي غناها سميح شقير بمثابة خرق لجداريات الرعب، وشهادة على الوفاء والإصرار على القضية رغم المصاعب.

يعد رحيل عزت خسارة للأدب العربي، الذي فقد صوتاً شجاعاً يبحث عن الجمال والعدالة، وظل يردد في مرضه وفكره أن الحلم والكتابة لن يتوقفا أبداً، وهو الذي قال: "كفّنوني بالماء… الماء وطني". رحل تاركاً إرثاً أدبياً وإنسانياً غنياً يفيض بالقضية والجمال.

اتحاد الكتّاب.. عزت صاحب الصوت الحر بوجه الاستبداد

في بيان له، نعى اتحاد الكتّاب العرب في سوريا الشاعر والصحفي حسان عزت، واصفاً إياه بالصوت الحر في وجه الاستبداد، مؤكداً سعيه لإعادة الاعتبار لعضويته الكاملة وتاريخه الأدبي والنضالي، وحفظ إرثه واحترام مواقفه التي عبّر عنها بشجاعة وشرف.

مشاركة المقال: