الإثنين, 21 يوليو 2025 01:34 AM

كارثة في قطاع النحل السوري: انهيار الإنتاج بسبب الصقيع والحرائق والجفاف

كارثة في قطاع النحل السوري: انهيار الإنتاج بسبب الصقيع والحرائق والجفاف

يشهد قطاع تربية النحل في سوريا تدهوراً خطيراً، حيث انخفض الإنتاج بنسبة تصل إلى 75% مقارنة بالسنوات السابقة. بدأت الأزمة مع موجات الصقيع التي أضرت بمحاصيل الليمون وأزهارها في بداية الموسم، مما حرم النحل من مصدر الرحيق الأساسي ومنع النحالين من بدء دورة الإنتاج المبكرة. ومع محدودية الإمكانيات، لم يتمكن العديد من النحالين من توفير تغذية تحفيزية للنحل، مما أدى إلى تدهور عملية الإباضة.

بعد خسارة الليمون، اتجه النحالون إلى زراعة اليانسون وحبة البركة، ولكن الأراضي كانت تعاني من فقر الزراعة نتيجة للجفاف. هذا التراجع أدى إلى تزاحم آلاف الخلايا في مناطق محدودة، مما تسبب في انخفاض إضافي في الإنتاج بسبب نقص الأزهار.

بسبب ارتفاع تكاليف النقل، توجه العديد من النحالين إلى المناطق الجبلية على أمل تعويض النقص في الزهور، ولكن الجبال كانت قاحلة والأشجار غير مزهرة. ومع ندرة الندى، اندلعت الحرائق التي قضت على ما تبقى من المناحل ودمرت البيئة المحيطة.

لم يتبق لدى النحالين اليوم سوى عدد قليل من المناحل، ولكنها مهددة بالموت بسبب فقدان البيئة الطبيعية وعدم القدرة على توفير الرعاية اللازمة. يشير أمين قابقلي، رئيس لجنة النحالين في غرفة زراعة اللاذقية، إلى أن نسبة النحالين الفاعلين انخفضت من 100% إلى أقل من 25%، معبراً عن حزنه قائلاً: "حتى من نجا من النار، لن ينجو من الجفاف والفقر".

التحديات المتلاحقة التي تواجه قطاع النحل تنذر بخطر كبير يهدد الأمن البيئي والغذائي، مما يستدعي تحركاً فورياً من الجهات المعنية لدعم النحالين وإنقاذ ما تبقى من هذا القطاع الحيوي. في ظل هذا الواقع المرير، يحتاج قطاع تربية النحل السوري إلى تدخل عاجل يعيد له الحياة، فالمناحل المنهكة لا تحتمل موسماً جديداً من الخسائر والكوارث، وسط غياب الموارد والدعم. إنقاذ النحل هو إنقاذ للبيئة... ولرزق آلاف الأسر التي باتت مهددة بالعزلة والفقر.

اخبار سورية الوطن 2_سانا

مشاركة المقال: