السبت, 19 يوليو 2025 11:34 PM

تحليل: هل أساءت دمشق تقدير ردود الفعل الدولية تجاه تحركاتها في السويداء؟

تحليل: هل أساءت دمشق تقدير ردود الفعل الدولية تجاه تحركاتها في السويداء؟

دمشق – نورث برس

كشفت ثمانية مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن الحكومة السورية الانتقالية ربما أخطأت في تقدير رد الفعل الإسرائيلي المحتمل تجاه انتشار قواتها في جنوب سوريا خلال الأسبوع الماضي. وذكرت المصادر أن الحكومة السورية استندت في تحركها إلى ما اعتبرته "رسائل أميركية" تشير إلى أن سوريا يجب أن تُحكم كدولة مركزية.

ونقلت "رويترز" عن المصادر ذاتها أن إسرائيل نفذت ضربات استهدفت القوات السورية في دمشق يوم الأربعاء الماضي، في تصعيد وصفته المصادر بأنه "فاجأ القيادة السورية". وأوضحت المصادر، التي شملت مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين، بالإضافة إلى دبلوماسيين اثنين ومصادر أمنية إقليمية، أن دمشق تصورت أنها حصلت على "ضوء أخضر" من الولايات المتحدة وإسرائيل لنشر قواتها في الجنوب، على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية المتكررة على مدى أشهر.

وأشارت المصادر إلى أن هذا "التفاهم" المزعوم استند إلى تصريحات علنية وخاصة من المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، بالإضافة إلى المحادثات الأمنية الناشئة مع إسرائيل.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة، لكنه أكد لـ"رويترز" أن "الولايات المتحدة تدعم وحدة الأراضي السورية". وأضاف المتحدث أن "الدولة السورية مُلزمة بحماية جميع السوريين، بمن فيهم الأقليات، ونحث الحكومة السورية على محاسبة مرتكبي أعمال العنف".

في المقابل، نفى مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية أن تكون تصريحات المبعوث الأميركي قد أثرت على قرار نشر القوات، مؤكداً أن "القرار اتُخذ بناءً على اعتبارات وطنية بحتة، وبهدف وقف إراقة الدماء، وحماية المدنيين، ومنع تصاعد الحرب الأهلية".

وكانت وزارة الدفاع السورية قد أرسلت قوات ودبابات إلى محافظة السويداء يوم الإثنين الماضي، بهدف وقف القتال الدائر بين القبائل البدوية والفصائل المسلحة الدرزية.

ونقلت رويترز عن مصدرين، أحدهما مسؤول خليجي رفيع المستوى، قولهما إن "أعمال العنف التي تلت ذلك، والتي نُسبت إلى القوات السورية، بما في ذلك الإعدامات الميدانية وإذلال المدنيين الدروز، دفعت إسرائيل إلى شن غارات على قوات الأمن السورية، ووزارة الدفاع في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي".

وحتى وقت إعداد هذا الخبر، كانت الاشتباكات لا تزال مستمرة في ريف السويداء وعلى أطراف المدينة، بين فصائل درزية محلية ومقاتلين من عشائر البدو، مدعومين بتعزيزات من مسلحين قادمين من مناطق سورية أخرى.

تحرير: عبدالسلام خوجة

مشاركة المقال: