حذر المهندس عبد الرحمن قرنفلة، خبير الإنتاج الحيواني، من خطر انقراض الأبقار الشامية في سوريا، والتي تعتبر ميزة نسبية ذات قيمة إنتاجية عالية. وأوضح أن تراجع أعداد هذا النوع يعود إلى تهجين الأبقار المحلية بسلالات أجنبية مستوردة بهدف زيادة إنتاج الحليب واللحوم.
وأشار المهندس قرنفلة في تصريح لـ "الحرية" إلى أن هذا النهج أدى إلى فقدان مورثات الأبقار الشامية وانقراض بعضها. وأضاف أنه إذا استمرت هذه العملية، فإن التنوع الوراثي للماشية سينخفض، مما يلغي إمكانية تطويرها، بالإضافة إلى عدم الاهتمام الحكومي بهذه الثروة الوطنية من حيث تشجيع المربين ومنحهم أسعارًا مجزية لمنتجاتهم.
تُعرف الأبقار الشامية بأنها سلالة مميزة منذ أكثر من 500 عام، وتظهر إمكانات وراثية عالية لإنتاج الحليب وطول العمر، وتعتبر الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط. تتميز هذه الأبقار بتكيفها الممتاز مع البيئة ومقاومتها للعدوى البكتيرية والفيروسية والطفيليات الأولية.
تشير التقديرات إلى وجود أقل من 10000 بقرة دمشقية أصيلة في سوريا (عام 1972)، وحاليًا لا يزيد العدد على بضع عشرات فقط. تتركز تربية الأبقار الشامية في منطقة دمشق، وتوجد أعداد صغيرة في البلدان المجاورة. وعادة ما تكون الأبقار الدمشقية حمراء داكنة إلى بنية أو سوداء تقريبًا، ويتراوح وزنها بين 340 إلى 500 كغ.
وفي العمل الميداني، تبيّن أن هذه السلالة تتكيف بشكل جيد مع درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة ومقاومة للملاريا، وتنتج حليبًا مماثلًا في الإنتاج شبه المكثف.
وفي إطار المعالجات، أكد الخبير قرنفلة على ضرورة وضع برامج للحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية، وتوفير دعم فني لإجراء مسوحات دقيقة وتصنيفات وراثية وتقييم حالة المخاطر، ووضع قائمة مراقبة وطنية للسلالات الحيوانية المهددة بالانقراض. كما دعا إلى تطوير أدوات وصف الحيوانات وإنشاء بنك البيانات الوراثية الحيوانية الوطني.
ووفقًا لنقطة الاتصال الإقليمية الأوروبية للموارد الوراثية الحيوانية، تشمل الموارد الوراثية الحيوانية جميع الأنواع والسلالات ذات الأهمية الاقتصادية والعلمية والثقافية للزراعة. وتشمل الأنواع الشائعة الأغنام والماعز والأبقار والخيول والجاموس والدجاج، والعديد من الحيوانات المستأنسة الأخرى. وأكد قرنفلة أن الموارد الوراثية الحيوانية المحلية هي رأس المال الحيوي الأساسي لتنمية الثروة الحيوانية، وهي حيوية للأمن الغذائي والتنمية الريفية المستدامة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات_الحرية