في أعقاب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ريفي درعا والسويداء، والتي طالت مواقع وتجمعات عسكرية لقوات وزارة الدفاع السورية، صرح مسؤول إسرائيلي للقناة 14: "نأمل ألا نضطر إلى دخول بري في جنوبي سوريا، ولا نستبعد ذلك".
تزامن هذا التصريح مع تدهور الأوضاع الإنسانية في محافظة السويداء نتيجة الاشتباكات بين قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية وعناصر من عشائر البدو من جهة، والمسلحين المحليين الدروز من جهة أخرى، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
صباح اليوم، تجددت الاشتباكات في مدينة السويداء بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار. وأفاد موقع السويداء24 المحلي بأن المدينة والقرى المجاورة تعرضت لقصف مدفعي مكثف وقذائف مورتر، بينما حملت وزارة الدفاع السورية، في بيان نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، جماعات خارجة عن القانون في السويداء مسؤولية انتهاك الهدنة.
أدى القصف إلى خروج العديد من خطوط الكهرباء الرئيسية عن الخدمة، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في أحياء مدينة السويداء وريفها الغربي، وتوقف محطات ضخ المياه، مما حرم الأهالي من المياه.
تشهد الأسواق في مدينة السويداء شللاً شبه كامل مع إغلاق المحال التجارية أبوابها خشية الاستهداف أو السرقة، وسط نزوح كبير للعائلات من المناطق القريبة من خطوط التماس، خاصة في بلدات المزرعة، كناكر، والثعلة.
يحذر المرصد من نفاد المواد الغذائية الأساسية والأدوية، بسبب تعذر إيصال الإمدادات من خارج المحافظة نتيجة التوتر الأمني وإغلاق الطرق الرئيسية. وبلغ عدد قتلى الاشتباكات والإعدامات الميدانية في السويداء، منذ صباح الأحد 13 تموز، 203 قتلى.
سقطت قذائف هاون في الأحياء السكنية بمدينة السويداء، مصدرها تجمعات عشائر البدو وقوات وزارة الدفاع في محيط المدينة، والتي حاولت التقدم من عدة محاور. واستهدفت القذائف حي المسلخ وحي الجلاء وطريق الكوم وبلدة رساس، بالإضافة إلى سقوط قذائف على بلدة قنوات.
وبحسب المرصد أيضاً، ارتكبت قوات تابعة لوزارة الدفاع انتهاكات جسيمة في محافظة السويداء، بما في ذلك الاعتداء على أماكن عبادة مثل كنيسة مار ميخائيل في السويداء بقرية الصورة الكبيرة، والإهانات الموجهة إلى المواطنين من الطائفة الدرزية، والاعتداءات على كراماتهم وممتلكاتهم.
سيطرت فصائل السويداء الدرزية على مناطق واسعة في المدينة بالتوازي مع توافد الفصائل المحلية إلى وسط المدينة. وكانت اشتباكات قد دارت في محيط مستشفى السويداء ومبنى المحافظة، وأفضت إلى سيطرة الفصائل المحلية على تلك النقاط. كما جرى الاعتداء على كوادر مراكز طبية كانت تقدم خدماتها للمصابين، والاعتداء على المباني الحكومية.
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام عناصر تابعة لوزارة الدفاع بعمليات تخريب ممنهجة طالت منازل وممتلكات المدنيين في عدد من قرى وبلدات ريف السويداء، حيث أقدمت العناصر على سرقة محتويات المنازل وتكسير الأبواب والنوافذ، قبل أن يعمدوا إلى إضرام النيران في بعضها، مما أدى إلى دمار واسع وخسائر مادية جسيمة.
شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على طريق الثعلة والشقراوية في ريف السويداء، واستهدفت اللواء الـ 52 في الحراك بريف درعا. واستهدفت الغارات بشكل مباشر مواقع تتمركز فيها قوات وزارة الدفاع السورية، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية. وأمس الثلاثاء، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارة جوية استهدفت تجمعاً لعناصر الأمن العام في محيط مبنى قيادة الشرطة وسط مدينة السويداء، وسط معلومات عن سقوط قتلى، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان المستهدف.