السبت, 8 نوفمبر 2025 08:51 PM

تقرير إسرائيلي يكشف: تصاعد محاولات تهريب الأسلحة من الأراضي السورية

تقرير إسرائيلي يكشف: تصاعد محاولات تهريب الأسلحة من الأراضي السورية

كشف تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية عن نشاط ملحوظ في تهريب الأسلحة من دول مجاورة لإسرائيل، بما في ذلك مصر والأردن وسوريا ولبنان. وأشار التقرير إلى أن أسعار هذه الأسلحة قد تصل إلى عشرة أضعاف سعرها الحقيقي.

التقرير، الذي نُشر في 7 تشرين الثاني، استند إلى شهادات جنود وقادة عسكريين إسرائيليين متمركزين على الحدود، والذين وصفوا طبيعة عمليات التهريب التي تتم عبر طائرات مسيرة أو عن طريق أشخاص يلقون حقائب مليئة بالأسلحة والأموال فوق السياج الفاصل قبل أن يفروا.

وسلطت الصحيفة الإسرائيلية الضوء بشكل خاص على عمليات التهريب عبر الحدود السورية، مؤكدة أن الأحداث الجارية على هذه الحدود (ثلاث حوادث تهريب على الأقل قيد النقاش، بالإضافة إلى حوادث أخرى لم يتم تناولها بعد) تحظى باهتمام كبير. وأضافت الصحيفة أن كلاً من الشرطة والمجرمين يدركون هذا الواقع الجديد، وأن ما كان يُعتبر غير مألوف أصبح اليوم ظاهرة متغيرة ومتطورة.

ونقلت الصحيفة عن قائد “الكتيبة 7241” قوله إن المنطقة السورية القريبة من الحدود تشهد واقعًا معقدًا، حيث يتعايش السكان مع وجود عناصر إرهابية تسعى لإلحاق الأذى، بالإضافة إلى عناصر إجرامية، مع غياب الشرطة أو الحكومة القادرة على فرض النظام.

من جانبه، أوضح المقدم أوشري عمور، رئيس قسم الاستخبارات في القيادة الشمالية، أن التهريب على الحدود الشمالية لإسرائيل، وخاصة في منطقة مرتفعات الجولان، يتأثر بشكل كبير بالتغيرات الجيوسياسية والأمنية. وأشار إلى أن سقوط نظام الأسد في سوريا، والوضع المتغير في لبنان، والحدود الأردنية المفتوحة نسبيًا، قد أوجدوا طرق تهريب جديدة ومعقدة يجب التصدي لها، مؤكدًا اكتشاف طريق تهريب واحد على الأقل في سوريا.

ووفقًا لرئيس الاستخبارات، تتعدد أسباب التهريب. فقبل حرب 7 تشرين الأول 2023، كانت الحدود السورية مكشوفة، بينما كانت الحدود اللبنانية مليئة بالأدغال التي تسهل على المهربين التخفي. وفي الوقت نفسه، كانت إسرائيل مترددة في مهاجمة هذه المناطق. وخلال أيام القتال على الجبهة اللبنانية، توقف التهريب تقريبًا من الحدود اللبنانية، بينما كان الوصول إلى الحدود السورية صعبًا للغاية.

ويرى الضابط الإسرائيلي أن الوضع في سوريا، حيث يقيم الجيش الإسرائيلي ما يسميها منطقة عازلة، “أكثر تعقيدًا بكثير”، وكذلك الجهود الأمنية ضد تهريب الأسلحة ومحاولات التسلل.

ويوضح مقدم من “الكتيبة 595″، المسؤول عن جمع المعلومات الاستخبارية في سوريا وجبل الشيخ، أن التغييرات التي تشهدها سوريا قد أضفت تعقيدًا جديدًا على الدفاع، مع التركيز المستمر على استخلاص الدروس من أحداث 14 تموز (أحداث السويداء). وأكد على أهمية تعزيز السيطرة على الأراضي الواقعة على الجانب الإسرائيلي.

وقد وقعت حالة تهريب قبل نحو شهرين، تحت غطاء الاضطرابات في مرتفعات الجولان المحيطة بأحداث السويداء. ويصف الرقيب عمور كيف دخل بعض الدروز من الجليل إلى سوريا وعادوا ببنادق كلاشينكوف وذخيرة. وفي حالة أخرى في الشهر الماضي، تم اكتشاف مخبأ ذخيرة مهربة تحت الأرض في “منطقة بستان مجدل شمس”، يحتوي على كمية كبيرة من ذخيرة عيار 7.62 ملم.

محاولات تهريب

في 22 تموز الماضي، أعلنت إسرائيل عن اعتقال سوريين قالت إنهم تجار أسلحة في الجنوب السوري، وانتهاء التحقيقات معهم، بعد معلومات استخباراتية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الناطق باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، إن قوات الفرقة “210” مع الوحدة “504” أنهت نشاطًا عسكريًا اعتقلت من خلاله وأجرت تحقيقًا مع تجار أسلحة عملوا في منطقة جنوبي سوريا، خلال ساعات الليلة الماضية. وأضاف أن اعتقال من اتهمهم بتجارة الأسلحة جاء في أعقاب مؤشرات استخباراتية عن عدد من المشتبه بهم الذين نقلوا وسائل قتالية مختلفة.

توغل واعتقالات

يشهد الجنوب السوري توغلات إسرائيلية متكررة وإنشاء نقاط ومواقع عسكرية، وعمليات تمشيط وانتشار داخل ريفي القنيطرة ودرعا. في 22 تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل هجمات بقذائف مدفعية على محيط بلدة كويا بريف درعا الغربي. وفي 15 تشرين الأول، توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي في قرية أوفانيا وفي بلدة الصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة. كما اعتقلت دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، في 10 تشرين الأول، خمسة مدنيين من سكان بلدة صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي، بينهم راعيان وثلاثة مزارعين، قرب خط وقف إطلاق النار في المنطقة، وأطلقت سراحهم مساء اليوم نفسه. وفي 28 أيلول، توغلت قوة إسرائيلية مؤلفة من 16 آلية عسكرية من تل أبو غيثار باتجاه بلدة صيدا الجولان في ريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بعمليات مداهمة وتفتيش لمنازل المدنيين ثم انسحبت من البلدة بعد فترة قصيرة، وفق ما ذكرته الوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). في 24 أيلول، توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي و داهمت عدة منازل في قرية صيدا الجولان وقامت بتفتيشها، دون أن تعتقل أحدًا.

مشاركة المقال: