الأربعاء, 16 يوليو 2025 11:29 PM

تفاؤل حذر يلوح في الأفق: مرونة إسرائيلية تعزز الآمال بهدنة في غزة

تفاؤل حذر يلوح في الأفق: مرونة إسرائيلية تعزز الآمال بهدنة في غزة

شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تطوراً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين، حيث انتقلت بعض النقاشات من الدوحة إلى القاهرة، مما أعطى دفعة جديدة للمسار التفاوضي بعد فترة جمود. تستضيف القاهرة حالياً اجتماعات مكثفة تضم وفوداً من مصر وقطر وإسرائيل، بمشاركة أمريكية فعالة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق جديد.

ذكرت قناة «كان» العبرية أن وفداً أمنياً إسرائيلياً برئاسة منسق ملف الأسرى، وبمشاركة ممثلين عن جهاز الشاباك، أنهى زيارة استمرت يومين إلى العاصمة المصرية. وأشارت مصادر مصرية إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول قرب التوصل إلى اتفاق، ساهمت في تعزيز الأجواء الإيجابية وأثرت بشكل مباشر في إعادة ترتيب المقاربات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بخريطة التموضع العسكري داخل غزة، وهو ما اعتبر تطوراً مهماً في موقف تل أبيب.

على الرغم من التحسن النسبي في الأجواء، لا تزال المفاوضات تتسم بالحذر الشديد، وسط قلق واضح لدى الوسطاء من إمكانية انهيار التفاهمات عند مرحلة التنفيذ. وأفادت مصادر لـ«الأخبار» بأن التحدي الأساسي لا يكمن فقط في التوصل إلى اتفاق على البنود، بل في ضمان التزام الأطراف – وخصوصاً إسرائيل – بتطبيقها بدقة، محذرة من أن أي مماطلة أو تأخير قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أن المفاوضات لا تزال في مرحلتها الأولى، وتركز حالياً على التفاهم على المبادئ الأساسية للاتفاق، مؤكداً استمرار الجهود على مدار الساعة، من خلال تواصل مكثف في الدوحة وواشنطن، بغية التوصل إلى تسوية.

على الجانب الآخر، كشفت «القناة 13» العبرية، نقلاً عن مسؤولين مطلعين على مجريات التفاوض في الدوحة، عن تحقيق تقدم كبير خلال الساعات الأخيرة، نتيجة ما وصفوه بـ«مرونة غير مسبوقة» في الموقف الإسرائيلي، واقترابه أكثر من موقف حركة «حماس»، خصوصاً حيال قضية الانتشار العسكري الإسرائيلي داخل غزة. وأوضح المسؤولون أن هذه الليونة تخص فقط فترة التهدئة التي تمتد إلى 60 يوماً، ولا تشمل المرحلة التي تليها. وجاء ذلك في وقت انعقدت فيه جلسة لـ«الكابينت» لمناقشة مشروع «المدينة الإنسانية» في رفح، وكان من المقرر أن يقدم فيها رئيس أركان جيش العدو، إيال زامير، خطة «أقل كلفة» لتطبيق المشروع.

على الأرض، باتت بلدة بيت حانون تمثل نموذجاً لواقع ميداني معقد، يكشف حدود القوة العسكرية، وفق ما أكده تقرير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية بقلم أمير بارشالوم. فخلافاً للتصورات الإسرائيلية السابقة، عادت البلدة إلى الواجهة، حيث تسجل فيها خسائر يومية في صفوف الجيش الإسرائيلي، وسط معلومات عن استمرار نشاط كتيبة «حماس» هناك، ووجود منظومات متطورة للمراقبة والتفخيخ، ما يكشف حجم التحدي الذي لا تزال تمثله البنية التحتية لحماس. أما المحلل العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، فقد شن هجوماً غير مسبوق على حكومة بنيامين نتنياهو، واصفاً إياها بـ«الخطر الاستراتيجي» على إسرائيل، داعياً الشارع إلى التحرك لإسقاطها.

انتقد بشدة مشروع «المدينة الإنسانية» في رفح، واعتبره «عبثياً»، ومجرد وهم لن يفصل السكان عن المقاومة، بل سيزيد تعقيد المشهد. وفي السياق نفسه، قدم رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، وعضو «الكنيست» الحالي، غادي آيزنكوت، قراءة استراتيجية مغايرة، دعا فيها إلى «مقاربة واقعية تقوم على وقف دائم لإطلاق النار في غزة»، مشيراً إلى أن القضاء على «حماس» غير ممكن خلال فترة قصيرة. واعتبر أن الحل يكمن في خطة طويلة الأمد تقوم على إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح، وصولاً إلى تفكيك البنية العسكرية للحركة، مع ضرورة تجنب الحيل المؤقتة التي لن تصمد.

مشاركة المقال: