توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، حيث أعربت دول عربية وإسلامية عن إدانتها واستنكارها للغارات المكثفة التي استهدفت مواقع أمنية وعسكرية تابعة للحكومة السورية خلال الـ 42 ساعة الماضية. وقد أسفرت هذه الغارات عن استشهاد نحو 20 عنصراً وإصابة أكثر من 40 آخرين، وذلك وسط اشتباكات مستمرة بين وزارة الدفاع السورية وقوى الأمن الداخلي من جهة، ومجموعات مسلّحة تابعة للمجلس العسكري في السويداء بزعامة الشيخ "حكمت الهجري" من جهة أخرى.
أعربت رابطة العالم الإسلامي عن تضامنها الكامل مع سوريا "حكومة وشعباً" في مواجهة ما يهدد أمنها واستقرارها وسيادتها، مؤكدة رفضها لمحاولات زرع الفتنة بين مكونات الشعب السوري والتدخل في شؤونه الداخلية. كما شددت الرابطة على دعمها لجهود الحكومة السورية في "حماية الشعب السوري بكل مكوناته، والمحافظة على السلم الأهلي وبسط سيادة القانون في البلاد"، وأدانت بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واصفة إياها بانتهاك فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية ذات الصلة.
وفي الدوحة، جدد وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، إدانة بلاده لما وصفه بـ "الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة السويداء"، معتبراً إياها "تعدياً سافراً على سيادة سوريا ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديداً خطيراً لأمن المنطقة". وأكد الوزير الخليفي دعم قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتطلعات شعبها "في العيش الكريم"، داعياً إلى "محاسبة جميع الأطراف التي تسببت في سفك دماء المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال وكبار السن"، و"ضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم المروعة من العقاب".
من جانبها، عبرت المملكة العربية السعودية عن ارتياحها للإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية "لتحقيق الأمن والاستقرار، والمحافظة على السلم الأهلي، وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها". ونددت الخارجية السعودية بـ "الاعتداءات الإسرائيلية السافرة" ووصفتها بأنها "تدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاق فض الاشتباك المبرم عام 1974"، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب سوريا في وجه هذه الانتهاكات.
كما دانت وزارة الخارجية العراقية بشدة ما وصفته بـ "التدخلات العسكرية المتكررة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، معتبرة إياها "انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا وتهديداً لاستقرار المنطقة"، مجددة دعم العراق الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية ورفضه لأي مساس بسيادتها أو أمن شعبها.
ورحبت وزارة الخارجية الكويتية بإعلان الحكومة السورية وقف إطلاق النار في مدينة السويداء، مشددة على "ضرورة تهدئة الأوضاع وحقن دماء الشعب السوري"، وأدانت في الوقت نفسه "الاعتداءات الإسرائيلية السافرة" ووصفتها بـ "استمرار لانتهاكات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأصدرت وزارة الخارجية البحرينية بياناً عبر منصة "إكس"، رحّبت فيه بوقف إطلاق النار في السويداء، وعبّرت عن دعمها الكامل لأمن سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها، مؤكدة على ضرورة تلبية تطلعات الشعب السوري نحو "السلام والتنمية المستدامة".
أما الأردن، فقد وصف القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية بأنه "تصعيد خطير يستهدف سيادة سوريا وأمنها"، وأدان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير سفيان القضاة، الاعتداءات، مطالباً بوقفها فوراً واحترام سيادة سوريا، ومجدداً "وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع سوريا في أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها". كما رحّبت الخارجية الأردنية في وقت سابق بوقف إطلاق النار في السويداء، مؤكدة دعمها لجهود الدولة السورية في هذا السياق.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه محافظة السويداء توتراً واسع النطاق، مع استمرار الاشتباكات المسلحة، وارتفاع في أعداد الضحايا العسكريين والمدنيين، وسط مطالبات محلية ودولية بوقف التصعيد وتغليب لغة الحوار والسلم الأهلي.
زمان الوصل