الأربعاء, 16 يوليو 2025 01:45 PM

محاضرة في دمشق تسلط الضوء على الدور التاريخي للمرأة في النهضة العلمية والفكرية

محاضرة في دمشق تسلط الضوء على الدور التاريخي للمرأة في النهضة العلمية والفكرية

في إطار تسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة في بناء المجتمعات والأوطان، نظمت جمعية مدى الشام التنموية بالتعاون مع أعيان وأمناء حي الميدان الدمشقي، محاضرة ثقافية قيمة بعنوان "دور المرأة في بناء النهضة العلمية والفكرية للمجتمعات".

استضاف المركز الثقافي في الميدان هذه المحاضرة التي ألقتها الدكتورة حنان مسلم فتال يبرودي، أستاذة الفقه وأصوله في جامعة الملك فيصل بالسعودية. وقد استعرضت الدكتورة يبرودي الدور النهضوي والمعرفي والعلمي المشرق للمرأة في مختلف المجالات، بدءًا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مرورًا بعصر الخلفاء الراشدين، وصولًا إلى العصر الحديث.

المرأة ودورها المشرف منذ فجر الإسلام

أكدت يبرودي أن المرأة، منذ بزوغ فجر الإسلام، قد سلكت طريقًا مشرفًا في نشر الدين والعلم والمعرفة والأدب والنهضة، مشيرة إلى أن الإسلام قد صان كرامتها وحقوقها، على عكس ما صوره بعض الكتاب ووسائل الإعلام.

إسهامات الصحابيات في رواية الحديث

أشارت يبرودي إلى أن المحدث ابن حجر العسقلاني ذكر حوالي 1543 امرأة من الصحابيات اللاتي روين الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم. كما ذكرت أن الإمام نجم الدين بن فهد المكي قد تلقى العلم عن 130 شيخة، مسلطة الضوء على دور أمهات المؤمنين، وعلى رأسهن السيدة خديجة التي كانت نبراسًا للمرأة المسلمة، بالإضافة إلى عائشة وأم سلمة ومساهمتهن الجليلة في نقل العلم وتعليم أجيال من الوعاظ والفقهاء.

كما أشارت إلى أسماء أخرى مثل أسماء بنت أسد بن الفرات وخديجة بنت الإمام سحنون من تونس، وأمة الواحد بنت الحسين المراحلي من العراق، وفاطمة السمرقندية وغيرهن من النساء اللاتي كان لهن إسهامات كبيرة. وأضافت أن أهل العلم يذكرون دورًا بارزًا للمرأة المحدثة والراوية، حيث نقل كبار المحدثين، مثل البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، مئات الأحاديث النبوية عن نساء.

وفي مجال الأدب، أشارت يبرودي إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتفاخر بالشاعرة الخنساء، كما ذكرت عددًا من الأديبات، مثل عائشة الباعونية وولادة بنت المستكفي. وبرزت أيضًا عالمات في علم التوحيد والتاريخ، مثل سارة بنت الشيخ عمر المقدسي، وعائشة بنت عبد الله الطبري المكية.

نماذج من النساء في مختلف المجالات

عرضت يبرودي قائمة بأسماء العديد من النساء اللاتي عملن في نسخ المخطوطات، مثل فاطمة البرزاني، بالإضافة إلى عالمات في الفلك والحساب، مثل سيريا بنت عبد الله، والطبيبة والممرضة رفيدة الأسلمية، وكذلك أم الحسين الهاشمي، وتوحيدة التونسية.

وفي مجال الخدمة المجتمعية، ذكرت يبرودي أسماء بارزة، مثل ليلى القرشية مستشارة الخليفة عمر بن الخطاب، والست تذكار بنت الظاهر بيبرس، والمصونة مريم زوجة الملك المظفر. كما أشارت إلى أن موسوعة غينيس قد صنفت جامعة القرويين التي أسستها فاطمة المغربية كأول جامعة في العالم.

وأوضحت يبرودي أن تدهور الوعي الفكري الذي شهدته القرون المتأخرة لم يمنع ظهور نساء سعين إلى محاربة الجهل والتخلف، مثل وهيبة البقاعي.

دعوة لتمكين المرأة السورية

في ختام المحاضرة، دعت يبرودي جميع النساء السوريات إلى التمسك بهذا التاريخ النسوي الحافل بالإنجازات، وخاصة بعد تحرير سوريا، وأن يكنّ من عناصر التمكين والإصلاح وفق مبدأ المقاصد والوسائل، وأن يمتلكن مشروعًا هادفًا لبناء الوطن.

مشاركة المقال: