تشهد مدينة السويداء هدوءاً حذراً مع انتشار لعناصر الأمن الداخلي والشرطة العسكرية في مركز المدينة، وذلك بعد توقف القتال الذي استمر لفترة وجيزة صباح اليوم الثلاثاء.
أفادت مصادر محلية لـ"الوطن" أن وقف إطلاق النار جاء عقب إعلان وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة عن التوصل إلى اتفاق مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء في وقت سابق من اليوم. وقد توقف القتال بعد اشتباكات عنيفة اندلعت صباحاً عند دخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية إلى المدينة، مما أدى إلى نزوح كثيف للأهالي إلى الأرياف المجاورة.
وذكرت المصادر أن إعلان وزير الدفاع جاء بعد اجتماع وفد حكومي سوري، ضم قائدي الأمن الداخلي في السويداء، أحمد الدالاتي، وفي درعا، شاهر عمران، مع وجهاء ومشايخ عقل في محافظة السويداء، لبحث انتشار القوات الأمنية في المحافظة وسبل ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار.
وبعد توقف القتال، انتشرت عناصر الشرطة العسكرية في مركز المدينة ودخلت إلى مقري المحافظة وقيادة الشرطة، وأقامت حواجز تفتيش في الطرقات. كما جرت عمليات تفتيش للمنازل بحثاً عن السلاح وعناصر خارجة عن القانون، وأشارت المصادر إلى حصول تجاوزات من قبل عناصر غير منضبطة أثناء عمليات التفتيش، إضافة إلى حرق عدد من المحال التجارية.
وأعرب الأهالي عن "ارتياحهم" لدخول عناصر وزارة الداخلية والشرطة العسكرية إلى مركز المدينة، مع التأكيد على أهمية عودة النازحين إلى بيوتهم. كما شددوا على ضرورة إزالة الأكشاك المنتشرة في شوارع المدينة، لما تسببه من عرقلة وإزعاج للمواطنين، إضافة إلى التجاوزات التي يرتكبها أصحابها والتي تزيد من مستوى الفوضى الأمنية.
وأشارت المصادر إلى أن عملية تسليم "السلاح الثقيل" من قبل الفصائل المحلية لم تبدأ بعد، وتحتاج إلى تنسيق مع الفصائل وقد تستغرق عدة أيام.
وقد نشرت وكالة "سانا" صوراً لانتشار قوات الأمن الداخلي في السويداء لبسط الأمان في المدينة وحماية الأهالي والممتلكات العامة والخاصة ومنع وقوع أي تجاوزات. وسبق ذلك نشر الوكالة مقطع فيديو يظهر بدء قوات الجيش العربي السوري سحب الآليات الثقيلة من السويداء إلى دمشق، تمهيداً لتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي.
وفي وقت سابق اليوم، أكدت وزارة الداخلية أنه في إطار مهمة حفظ الأمن وفرض الاستقرار عقب دخول القوات الحكومية إلى مدينة السويداء، تحذر من ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة تحت أي ذريعة كانت. وأكدت أن الإجراءات القانونية الصارمة ستتخذ بحق أي عنصر يثبت تورطه في مثل هذه الأفعال أثناء تنفيذ المهمة، من دون تهاون أو استثناء. وأضافت أن دخول القوات الحكومية يهدف حصراً إلى ضبط الأوضاع وحماية الأهالي وبسط الأمان في المدينة، ضمن التزام صارم بالقانون واحترام حقوق المواطنين.
وفي تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا أن قوات وزارة الداخلية والشرطة العسكرية تعمل على تطهير ما تبقى من فلول العصابات الخارجة عن القانون في محافظة السويداء، مؤكداً أن قوات وزارة الداخلية تنتشر في المحافظة من أجل صون أمن المواطنين واستقرار البلاد.