الأربعاء, 16 يوليو 2025 02:08 AM

نتنياهو يواجه أزمة سياسية بعد انسحاب حزب متشدد من الائتلاف الحاكم

نتنياهو يواجه أزمة سياسية بعد انسحاب حزب متشدد من الائتلاف الحاكم

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وضعاً سياسياً صعباً بعد انسحاب أحد الأحزاب اليهودية الأكثر تشدداً في إسرائيل من ائتلافه الحاكم، وفقاً لـ «رويترز». يأتي هذا الانسحاب على خلفية نزاع طويل الأمد حول مشروع قانون جديد للتجنيد العسكري.

قرار حزب «يهدوت هتوراه (التوراة اليهودي المتحد)»، بسحب أعضائه الستة، يضع حكومة نتنياهو القومية الدينية في موقف حرج، حيث أصبحت غالبيتها في الكنيست تعتمد على مقعد واحد فقط.

هل انتهت حكومة نتنياهو؟ الإجابة هي لا، ولكن هذا الاحتمال وارد. «يهدوت هتوراه» متحالف مع حزب ديني متزمت آخر في الائتلاف، وهو حزب «شاس»، الذي حافظ على تحالفه مع «يهدوت هتوراه» لفترة طويلة. إذا انسحب «شاس» أيضاً، سيفقد نتنياهو أغلبيته البرلمانية، مما يجعل استمرار الحكومة في أداء مهامها أمراً صعباً.

لن يصبح انسحاب «يهدوت هتوراه» نافذاً إلا بعد 48 ساعة من تقديم وزرائه استقالاتهم، مما يمنح رئيس الوزراء فرصة للبحث عن حل.

حتى إذا فشل في ذلك، ستبدأ الكنيست عطلة صيفية في نهاية يوليو (تموز) الحالي، مما يمنح نتنياهو حوالي ثلاثة أشهر لمحاولة حل الأزمة. يمكن أن تحدث تطورات كثيرة خلال هذه الفترة، خاصة وأن نتنياهو أظهر قدرات استثنائية في تجاوز العقبات التي واجهته في مسيرته السياسية.

نادراً ما تكمل الحكومات في إسرائيل ولايتها الكاملة التي تستمر أربع سنوات. لم يسبق لأي حزب أن فاز بأغلبية مطلقة في الانتخابات، لذلك تتشكل الحكومات عادة من ائتلافات حزبية.

غالباً ما يواجه رؤساء الوزراء مطالب طائفية وصراعات أيديولوجية داخل ائتلافاتهم. إذا تفاقمت الانقسامات، يمكن أن تنهار الائتلافات بسرعة وتسقط الحكومات.

هل ستجرى انتخابات مبكرة؟ ربما، ولكن الأمر قد يستغرق بضعة أشهر. هناك عدة مسارات سياسية يمكن أن تؤدي إلى تقديم موعد الانتخابات، بما في ذلك تصويت الكنيست على حل نفسه أو فشل الحكومة في إقرار الموازنة السنوية.

على أي حال، لن تجرى الانتخابات على الفور. يتوقع بعض المحللين السياسيين تقديم موعد الانتخابات من نهاية عام 2026 إلى مطلع العام المقبل.

تعتبر الانتخابات البرلمانية هي التي تحدد من يحكم إسرائيل. يتكون الكنيست من 120 مقعداً، ويتم انتخابه بنظام التمثيل النسبي لقوائم الأحزاب الوطنية. يجب أن يتجاوز أي حزب عتبة 3.25% من الأصوات ليكون له تمثيل في البرلمان.

شهدت إسرائيل خمس انتخابات وطنية منذ عام 2019، كانت آخرها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وحقق فيها نتنياهو نتائج حاسمة. ومع ذلك، تظهر استطلاعات الرأي أن ائتلافه سيخسر الانتخابات إذا أجريت اليوم.

على الرغم من تأرجح ائتلاف نتنياهو خلال العامين ونصف العام الماضية، فإن التحولات السياسية تعني أن إيجاد بدائل لحزب «يهدوت هتوراه» للانضمام إلى حكومته، التي تتكون من أحزاب يمينية ودينية يهودية، سيكون صعباً للغاية.

تضم المعارضة أحزاباً منتمية إلى الوسط واليسار واليمين، بالإضافة إلى ليبراليين ومحافظين.

تركيبة الائتلاف:

  • إجمالي مقاعد الكنيست: 120.
  • عدد «الفصائل»: 13.
  • إجمالي مقاعد الائتلاف: 61.
  • مقاعد حزب «الليكود» بزعامة نتنياهو: 32.
  • مقاعد حزب «شاس» الديني المتشدد: 11.
  • مقاعد حزب «الصهيونية الدينية» بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: 7.
  • مقاعد حزب «القوة اليهودية» بزعامة وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير: 6.
  • مقاعد حزب «أمل جديد – اليمين الوطني»: 4.
  • مقاعد حزب «نعوم»: 1.

هل يؤثر الاضطراب السياسي على الحرب في غزة؟ الأمر لا يزال غير واضح. تجري في قطر محادثات لوقف إطلاق النار بدعم أميركي. يزداد قلق الإسرائيليين إزاء الحرب ضد حركة «حماس» في غزة، وتظهر استطلاعات الرأي دعماً شعبياً لإنهاء هذه الحرب باتفاق يعيد الرهائن المتبقين لدى «الحركة».

لا يزال نتنياهو يتمتع بدعم كافٍ داخل حكومته لضمان وقف إطلاق النار. ومع ذلك، من غير المرجح أن يدعم حزبا «القوة اليهودية» و«الصهيونية الدينية» وقف الحرب بشكل نهائي في أي وقت قريب.

مشاركة المقال: