في تحليل نشره عبر منصة "X"، يرى الصحفي السعودي مالك الروقي أن أحداث السويداء لن تقتصر على حدود المدينة، بل ستؤثر بشكل مباشر على "قسد"، وقد تدفعها للتخلي عن مشروعها والدخول في مفاوضات مع دمشق.
يشير الروقي إلى أن مظلوم عبدي، القائد الفعلي لقسد، يدرك حجم التغيرات المحيطة به، ويؤكد أن الدعم الأميركي الذي كان يحمي مشروع الإدارة الذاتية بدأ في التضاؤل، في ظل توجه واشنطن نحو تسوية الملفات السورية بما يضمن وحدة الأراضي السورية، حتى من خلال دعم تقارب محدود مع دمشق.
ويضيف الصحفي أن الجيش السوري خرج من معركة السويداء بمعنويات عالية وتأييد شعبي كبير، مما سيزيد الضغط على الحكومة لاتخاذ خطوات حاسمة في ملف الجزيرة السورية. ويرى أن هذا الانتصار العسكري سيُستخدم كورقة ضغط على جميع الكيانات الخارجة عن سلطة الدولة، وعلى رأسها "قسد".
يوضح الروقي أن مظلوم عبدي لا يمتلك رمزية دينية أو شعبية مماثلة للشيخ حكمت الهجري، ومع ذلك انهارت الفصائل الدرزية في غضون أيام، على الرغم من الحديث عن دعم إسرائيلي غير مباشر لها. ويتساءل: "إذا كانت الفصائل المدعومة قد هزمت، فكيف سيكون حال 'قسد' التي تقف اليوم وحيدة وتواجه العزلة من جميع الجهات؟".
ويشير الروقي إلى أن تركيا تراقب الوضع عن كثب، وهي مستعدة للتنسيق مع الحكومة السورية إذا تعلق الأمر بضرب "قسد"، مؤكداً أن أنقرة لن تضيع فرصة تقويض النفوذ الكردي بالقرب من حدودها.
ويتابع الصحفي: "مظلوم عبدي لا يستطيع الاعتماد على القتال لفترة طويلة، فعبد الله أوجلان نفسه – الذي يمثل الرمز الأعلى للحركة الكردية – تخلى عن السلاح واعترف بأن العمل السياسي هو الحل الوحيد. فما الذي يبرر استمرار عبدي في العناد؟".
ويرى الروقي أن التحولات الدولية والإقليمية تتجه نحو تصفية الكيانات الانفصالية، سواء كانت درزية أو كردية أو حتى طائفية مثل "حزب الله"، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يسعى إلى إنهاء الفوضى وليس إدارتها.
ويختتم الصحفي تحليله بالقول: "مظلوم عبدي اليوم أمام مفترق طرق، إما أن يتخلى عن موقفه ويتجه نحو تسوية سياسية تحفظ له بعض المكاسب، أو يقرر الانتحار السياسي والعسكري، ليتكرر سيناريو السويداء في الجزيرة السورية".