أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، عن قلقه إزاء الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء جنوب سوريا. وأشار براك، عبر حسابه على منصة "إكس"، إلى أن الجهود جارية لتهدئة الأوضاع.
وأكد براك أن هناك محادثات فعالة مع مختلف الأطراف في سوريا بهدف تحقيق التهدئة. وأوضح أن الاشتباكات في السويداء تثير قلق جميع الأطراف، وأن واشنطن تسعى للوصول إلى حل سلمي وشامل يراعي مصالح الدروز والقبائل البدوية والحكومة السورية والقوات الإسرائيلية.
كما أشار المبعوث الأمريكي إلى أن التضليل والارتباك وضعف التواصل تشكل تحديًا كبيرًا أمام ضمان تكامل سلمي ومدروس لمصالح جميع الأطراف. وأكد أن واشنطن تجري مناقشات مباشرة ونشطة وبناءة مع جميع الأطراف للتحرك نحو الهدوء والتكامل.
وذكرت وكالة "رويترز" أن إسرائيل تعهدت للولايات المتحدة بوقف الهجمات على قوات الجيش السوري في محافظة السويداء، اعتبارًا من مساء الثلاثاء، وذلك نقلًا عن مسؤول أمريكي لم يتم الكشف عن اسمه. وتوقفت الغارات الإسرائيلية على مواقع القوات الحكومية منذ تصريحات المبعوث الأمريكي.
وأفادت قناة "12" الإسرائيلية، نقلًا عن مكتب المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، بأن عشرات المواطنين الإسرائيليين اجتازوا السياج الحدودي بين إسرائيل وسوريا، في منطقة مجدل شمس، مساء الثلاثاء. وعملت قوات الجيش الإسرائيلي على إعادة هؤلاء المواطنين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وكانت نقاط تابعة لوزارة الداخلية ووزارة الدفاع في مدينة السويداء قد تعرضت لقصف إسرائيلي، أسفر عن مقتل عسكريين وعناصر أمن.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي" الذي نُفذ عبر غارات جوية وهجمات منسقة باستخدام طائرات مسيرة وطائرات حربية، استهدفت مناطق داخل الأراضي السورية.
واعتبرت الوزارة في بيان نشرته على "فيسبوك" أن هذا العمل يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة الجمهورية العربية السورية وخرقًا فاضحًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومثالًا مرفوضًا على العدوان المستمر والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة.
وذكر البيان أن الجمهورية العربية السورية، إزاء هذا التصعيد الخطير، تحمل الجانب الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء وتبعاته، وتدعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية وإدانة هذا العدوان بشكل واضح وفاعل، وتؤكد تمسكها الراسخ بحقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
وأكد البيان حرص الدولة السورية على حماية جميع أبنائها دون استثناء، وفي مقدمتهم أبناء الطائفة الدرزية، الذين يشكلون جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية والنسيج السوري الواحد.