التقت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في مبنى المجلس بدمشق اليوم عدداً من ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في سوريا، بهدف إطلاعهم على مراحل العملية الانتخابية. وشمل اللقاء ممثلين عن لبنان والأردن وتركيا وقطر والسعودية والإمارات وعُمان والبحرين وفلسطين.
أكد رئيس اللجنة، محمد طه الأحمد، في تصريح لـ سانا، حرص اللجنة على عرض رؤيتها والاستماع إلى تجارب مختلفة، مشيراً إلى أن آلية عمل اللجنة حظيت بثناء السفراء، خاصةً مع إدراكهم للتحديات التي تواجهها، وتأكيدهم على ضرورة تمثيل جميع أطياف المجتمع السوري، وهو ما تشدد عليه اللجنة العليا للانتخابات.
أوضح الأحمد أن اللجنة ترحب بمشاركة المنظمات الحقوقية والدولية في الرقابة لتقديم نموذج انتخابي يعكس الصورة الحقيقية للسوريين قيادةً وحكومةً وشعباً، مؤكداً على الشفافية ودعوة الجميع للمشاركة، بشرط أن يعكس ما يُنقل الواقع على الأرض.
من جانبه، أكد عضو اللجنة، محمد ياسين، أهمية دعوة السفراء لشرح رؤية اللجنة والاستماع إلى آرائهم حول العملية الانتخابية، لما لها من أصداء إقليمية ودولية. وأضاف أن اللجنة قدمت شرحاً وافياً وأجابت عن مختلف الاستفسارات، في حين أكد السفراء دعمهم للجنة وثمنوا الجهود المبذولة، وطرحوا مقترحات ستكون محل اهتمام ودراسة.
أشار ياسين إلى أن المداخلات تناولت محاور عدة، منها السردية العامة لعمل اللجنة منذ تأسيسها وحتى تشكيل مجلس الشعب المرتقب، ورؤية اللجنة ومنطلقات تشكيلها، مع التركيز على المعايير والشروط الواجب توافرها في اللجان الفرعية والهيئات الناخبة. وأكد أن المجلس المقبل يجب أن يُبنى على الكفاءات ويضم ممثلين عن مختلف المكونات الوطنية، وأن تكون مهمته الأساسية سلطة تشريعية حقيقية تُحدث نهضة قانونية تسهم في تعافي سوريا خلال المرحلة الانتقالية.
بدوره، لفت سفير مملكة البحرين لدى سوريا، وحيد مبارك السيار، إلى أن اللجنة قامت بدعوة ممثلي البعثات الدبلوماسية لإطلاعهم على الجهود المبذولة للتحضير للانتخابات وتأسيس مجلس سيكون له دور كبير في إقرار التشريعات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يحقق نمواً وازدهاراً لسوريا. وأشار إلى استعداد البحرين لتزويد سوريا بتجربتها الديمقراطية الممتدة على مدى عقود، وأن معظم السفراء أبدوا استعدادهم للتعاون والمساندة.
من جانبه، أكد السفير التركي بدمشق، الدكتور برهان كور أوغلو، أن جمع اللجنة للسفراء ووضعهم في صورة تفاصيل المرحلة المقبلة من الانتخابات يُعتبر مبادرة ممتازة، مبيناً أن الهجرة الواسعة للسوريين خلال السنوات الماضية مكّنتهم من الاطلاع الواسع على النماذج السياسية في مختلف الدول، وهو ما سينعكس إيجاباً على المرحلة القادمة. وشدد على أهمية هذه الانتخابات في جمع شمل السوريين من الناحية السياسية بعد سنوات من الانقسام، معرباً عن أمله في أن تُسهم هذه الانتخابات في الانتقال إلى نظام سياسي يمثّل جميع مكونات الشعب السوري ويحقق العدالة الاجتماعية والسياسية. وأضاف أن تركيا تؤكد اهتمامها بإنجاح المراحل الفنية للعملية الانتخابية وستكون داعمة لهذه المرحلة بكل ما تستطيع.
يذكر أن اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد منذ تشكيلها في الـ13 من حزيران الماضي جلسات مع المواطنين بهدف إشراكهم والاستماع إلى مقترحاتهم وأفكارهم وآرائهم بشأن مسودة النظام الانتخابي المؤقت.