الإثنين, 14 يوليو 2025 07:20 AM

إصرار إسرائيلي على اتفاق سلام شامل مع سوريا وضمانات أمنية مشددة

إصرار إسرائيلي على اتفاق سلام شامل مع سوريا وضمانات أمنية مشددة

في ظل تضارب الأنباء الواردة من دمشق وتل أبيب حول مشاركة الرئيس السوري، أحمد الشرع، في اجتماع ضم مسؤولين إسرائيليين في باكو، كشفت مصادر سياسية لـ"الشرق الأوسط" عن وجود فجوة كبيرة في المواقف بين البلدين. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل لا تُظهر حماسة كبيرة للتطبيع العميق، طالما ترفض دمشق التنازل عن فكرة الانسحاب الكامل من الجولان.

أوضحت المصادر أن إسرائيل رفضت الموقف السوري الذي يقضي بأن يكون التطبيع "خفيفاً" ويقتصر على الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي احتلتها بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدةً رغبة إسرائيل في تطبيع عميق مقابل البقاء في جزء كبير من هذه المناطق. وأكدت إصرار إسرائيل على البقاء في قمم جبال الشيخ، وكذلك في 9 مواقع احتلتها شرق الجولان.

زعمت إسرائيل امتلاكها معلومات تفيد بوجود نوايا لدى جهات سورية لتنفيذ هجوم على المستوطنات اليهودية في الجولان، مماثل لهجوم "حماس" في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأضافت أن هذه المعلومات تأكدت من خلال الاعتقالات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في العمق السوري خلال الأسابيع الماضية، حيث اعترف أعضاء في ميليشيات تابعة لإيران بتخطيطهم لتنفيذ هجمات على المستوطنات بالتعاون مع جهات جهادية تعمل في الجنوب السوري.

أكد مسؤول إسرائيلي أن حكومته لا تثق بالحكومة السورية لدرجة الاعتماد على وعودها، وتصر على اتخاذ خطوات دفاعية تضمن حماية الجيش الإسرائيلي لأمن الإسرائيليين. وعليه، ترى إسرائيل أن إبرام اتفاق سلام كامل مع ضمانات أمنية صارمة هو السبيل الوحيد لضمان هذا الأمن.

وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت أن الحكومة السورية معنية في هذه المرحلة باتفاق أمني مع إسرائيل، يضمن "عدم الاعتداء المتبادل"، ويستند إلى اتفاقية فصل القوات بينهما الموقعة سنة 1974، والانسحاب الإسرائيلي إلى خط الحدود الذي أقر في تلك الاتفاقية.

لكن إسرائيل ترفض الانسحاب، حتى لو كان ذلك منوطاً بتطبيع خفيف للعلاقات. وقد قرر الجيش الإسرائيلي "عقيدة أمنية جديدة" تنص على إقامة 3 دوائر مع سوريا: الأولى داخل الحدود الإسرائيلية (أي المنطقة التي تحتلها إسرائيل في الجولان)، ويرابط فيها الجيش الإسرائيلي بقوات كبيرة وتحصينات شديدة، والثانية بإقامة حزام أمني على طول الحدود بعرض 3 – 5 كيلومترات، ويحظر فيها وجود أي مسلحين، والدائرة الثالثة منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق وحتى الجنوب والجنوب الغربي. وأقامت إسرائيل 9 مواقع عسكرية حصينة في الحزام الأمني المذكور، وهي تصر على التمسك بها.

نقل موقع «آي 24» الإسرائيلي، عن "المصدر السوري المطّلع"، أن «رئيس سلطة الأمر الواقع في سوريا، أحمد الشرع، حضر اجتماعاً مباشراً واحداً على الأقل، السبت، مع مسؤولين إسرائيليين في العاصمة الأذربيجانية باكو، وهذا يتعارض مع رواية رسمية نُشرت في وسائل إعلام سورية، أكدت «عدم مشاركته في أي محادثات مع الجانب الإسرائيلي».

وادعت أن المصدر، الذي وُصف بالمقرّب من الرئيس الشرع، أوضح أن اللقاء كان جزءاً من سلسلة من اجتماعين أو 3 عُقدت بين الطرفين، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إلى جانب أحمد الدالاتي، منسق الحكومة السورية للاجتماعات الأمنية مع إسرائيل.

وقالت إن الوفد الإسرائيلي ضم مبعوثاً خاصاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب مسؤولين أمنيين وعسكريين رفيعي المستوى. ووفق المصدر ذاته، تهدف الاجتماعات إلى بحث اتفاقية أمنية محتملة بين سوريا وإسرائيل، تتناول ملفات الوجود الإيراني في سوريا ولبنان، وأسلحة «حزب الله»، والفصائل الفلسطينية، والمخيمات في لبنان، ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين من غزة، بالإضافة إلى إمكانية فتح مكتب تنسيق إسرائيلي في دمشق دون طابع دبلوماسي. وأشار المصدر إلى أن اختيار أذربيجان موقعاً للمفاوضات «يحمل رسالة سياسية موجهة إلى إيران»، في ظل تصاعد التوتر بين طهران ودمشق خلال الأسابيع الماضية.

في السياق نفسه، أفادت قناة «كان» الإسرائيلية، بأن اجتماعاً مباشراً عُقد بالفعل السبت بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باكو، ناقش خلاله الطرفان المطلب السوري بانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب سوريا، وسلسلة من «التنسيقات» بين الجانبين. وذكرت القناة أن لقاءً مرتقباً سيجمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الاثنين، في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل، دون تأكيد بشأن اجتماع ثنائي منفصل.

مشاركة المقال: