في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها محافظة السويداء، تصاعدت الدعوات الرسمية والدينية والأهلية إلى ضبط النفس والاستجابة لنداءات الإصلاح، مع التأكيد على أهمية تحكيم العقل والحوار كضمانة لعبور هذه الأحداث.
اندلعت الاشتباكات بين مجموعات محلية من أبناء طائفة الموحدين الدروز وبعض العشائر البدوية على خلفية حوادث سلب وخطف متبادلة، وامتدت لتشمل مناطق عدة أبرزها حي المقوس، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من بينهم مدنيون.
محافظ السويداء مصطفى البكور، وفي تصريح له، دعا الجميع إلى ضبط النفس والاستجابة للنداءات الوطنية الداعية للإصلاح، وذلك في ظل الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة، بدءاً من اعتداء طريق دمشق السويداء وما تبعه من أعمال خطف واشتباكات مسلحة وسلب سيارات. وأكد أن يده ممدودة لكل من يسعى للإصلاح وبناء الدولة والتمهيد لحياة أفضل لجميع السوريين.
وبنفس الرؤية، دعا شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ حمود الحناوي جميع الأطراف إلى وقف كل ما يزرع الفتنة، ووجه نداءً خاصاً إلى السيد أحمد الشرع، رئيس الجمهورية، وإلى وجهاء العشائر، وإلى كل صاحب ضمير حي، بأن يكون لهم اليد البيضاء في وأد الفتنة وكف يد العبث وحماية الكرامات وصون حرمات الناس وممتلكاتهم.
وفي سياق متصل، أكد قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا العميد شاهد جبر عمران أن انتشاراً أمنياً جرى على حدود السويداء لمنع امتداد التوتر وحماية المواطنين، مشيراً إلى أن قوى الأمن تلتزم الحياد وتدعو الأهالي للتعاون وتغليب الحوار، كما دعا وجهاء العشائر لدعم جهود التهدئة والحفاظ على النسيج الاجتماعي بين المحافظتين.
ويرجع بعض المراقبين تردي الوضع الأمني في السويداء إلى ضعف تواجد القوى الأمنية، وتحول الخلافات الشخصية في كثير من الأحيان إلى نزاعات جماعية، مما يؤكد ضرورة وجود جميع مؤسسات الدولة على كامل جغرافيا المحافظة لبسط القانون وانتشار الأمن والأمان.
وأدت الاشتباكات إلى قطع طريق دمشق- السويداء بشكل كامل، فيما تحدثت أنباء عن تعرض حاجز للأمن إلى هجوم من قبل مسلحين مجهولين.
الوطن