الأحد, 13 يوليو 2025 06:33 PM

رأس العين: مربو المواشي يئنون تحت وطأة ارتفاع تكاليف الأعلاف والحصار وتراجع الأسعار

رأس العين: مربو المواشي يئنون تحت وطأة ارتفاع تكاليف الأعلاف والحصار وتراجع الأسعار

تواجه منطقة رأس العين، الواقعة على الحدود السورية التركية والتابعة لمحافظة الحسكة، أزمة متفاقمة في قطاع تربية المواشي، وذلك نتيجة لتضافر عوامل اقتصادية وبيئية متعددة. تشمل هذه العوامل انخفاضًا حادًا في أسعار المواشي، وحصارًا بريًا تفرضه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تحيط بالمنطقة من ثلاث جهات، بالإضافة إلى جفاف مستمر أثر سلبًا على الموارد الطبيعية، وارتفاع كبير في أسعار الأعلاف الأساسية كالقمح والشعير والتبن، والتي تعتبر المصدر الرئيسي لتغذية المواشي.

انهيار الأسعار في ظل ارتفاع تكاليف الأعلاف

أوضح أحد تجار المواشي في سوق “الماكف” بالقرب من مدينة رأس العين، في تصريح لمنصة سوريا 24، أن أسعار المواشي قد تراجعت بشكل ملحوظ، حيث قال: “أسعار الغنم اليوم تتراوح بين 75 و200 دولار، والبقر بين 600 و1200 دولار، في حين أن أسعار الأعلاف مثل الشعير والحنطة والتبن مرتفعة للغاية. الشعير يتراوح بين 320 و330 دولارًا، والحنطة بين 400 و450 دولارًا، والتبن وصل إلى 150 دولارًا، وهو سعر مرتفع جدًا مقارنة بالسنوات الماضية.” وأضاف التاجر: “الوضع صعب للغاية، والأسواق شبه متوقفة، والمربون يعانون من خسائر فادحة بسبب هذه التناقضات.”

الحصار والقيود تحد من الحركة التجارية

على الرغم من وجود معبر حدودي لمنطقة رأس العين مع تركيا، إلا أن التصدير إلى تركيا غير متاح على الإطلاق. كما أن الحصار المفروض من قبل قوات قسد على المنطقة من ثلاث جهات يمنع وصول المربين إلى الأسواق الداخلية في باقي المحافظات السورية، مما يعيق تسويق منتجاتهم. هذه العزلة التجارية تحول المنطقة إلى جزيرة اقتصادية مغلقة تعاني من ركود شديد.

ارتفاع تكلفة ضمان الأراضي والرعي

كانت الأراضي الزراعية المحصودة (القمح والشعير) توفر مراعي طبيعية منخفضة التكلفة بعد الحصاد، ولكن ارتفاع أسعار ضمان الأراضي الزراعية جعل من الصعب استخدامها للرعي، الأمر الذي دفع المربين إلى الاعتماد بشكل أكبر على الأعلاف التجارية المكلفة، مما زاد من أعباء الإنتاج.

شكاوى المربين: تراجع الأسعار وغلاء الأعلاف

بدوره، أكد أبو خالد، مربي أغنام من رأس العين، في تصريح لمنصة سوريا 24: “الأسعار الحالية للمواشي لا تغطي حتى تكاليف العلف، والتبن والقمح والشعير أصبحت أسعارها مرتفعة بشكل غير مسبوق. في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار الغنم والبقر، نجد أنفسنا أمام كلفة إنتاج مرتفعة لا تتحملها ميزانيتنا.” وأضاف المربي: “الوضع يجعلنا نفكر جديًا في ترك المهنة، لأننا نخسر باستمرار، ولا توجد حلول واضحة حتى الآن.”

دعوات عاجلة للدعم

يدعو مربو المواشي في رأس العين إلى تدخل فوري من الجهات المحلية لكسر الحصار وتوفير منافذ تسويقية، بالإضافة إلى تقديم دعم مالي وعيني لتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، والحفاظ على الثروة الحيوانية التي تمثل مصدر دخل رئيسيًا لعدد من الأهالي.

مشاركة المقال: