أعلن مدير فريق "الدفاع المدني السوري"، منير مصطفى، عن تحقيق تقدم كبير في السيطرة على الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية منذ ستة أيام. وأوضح مصطفى في تصريح صحفي مساء الثلاثاء 8 من تموز أن الوضع الميداني للحرائق في ريف اللاذقية الشمالي قد تحسن بشكل ملحوظ، حيث تم احتواء العديد من البؤر المشتعلة، مع التأكيد على ضرورة تبريد هذه البؤر بشكل كامل لمنع تجدد اشتعالها.
وأشار مصطفى إلى أن النيران لا تزال منتشرة في مناطق الوادي وجبل زاهية والفرنلق ومحيط الشيخ حسن بريف اللاذقية الشمالي، مع ازدياد سرعة الرياح. وتواصل فرق الإطفاء جهودها للسيطرة على الحرائق ومنع توسعها. يشارك في عمليات الإخماد أكثر من 82 فريقًا من "الدفاع المدني السوري" بالإضافة إلى 10 فرق أخرى، وفقًا لتصريح منير مصطفى. وأضاف أن النيران امتدت إلى ست قرى تمكن سكانها من إخلائها قبل وصول النيران.
وأكد مصطفى أن العوامل الجوية، وخاصة الرياح التي تحمل الشرر المتطاير، لعبت دورًا كبيرًا في انتشار الحرائق. كما ساهم ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الألغام والقنابل غير المنفجرة، بالإضافة إلى التضاريس الصعبة وانعدام خطوط النار، في توسع رقعة الحريق وزيادة صعوبة مواجهته.
من جانبه، صرح مدير الدفاع المدني السوري في اللاذقية، عبد الكافي كيال، لعنب بلدي في 4 من تموز الحالي، بأن هذه الحرائق تعد الأصعب نظرًا لوعورة الطرقات والتضاريس، ووجود الألغام والأسلحة المقذوفة غير المنفجرة، بالإضافة إلى عدم وجود خطوط تصل إلى بؤر النيران.
وتشارك فرق تركية وأردنية في عمليات إخماد الحرائق، إلى جانب الطيران التركي والأردني واللبناني والطيران السوري. وقد شاركت أمس 16 طائرة في عمليات الإطفاء، ومن المتوقع أن يصل العدد اليوم إلى 20 طائرة.
تشمل الأضرار الحالية اندلاع الحرائق في أكثر من 28 موقعًا على الأقل بمساحة تزيد عن عشرة آلاف هكتار، بحسب ما نشرت منظمة الزراعة والتنمية الريفية (SARD) أمس الاثنين. كما تحول ما يقارب من 100 كيلومتر مربع من الأراضي الحرجية إلى رماد، وهو ما يمثل أكثر من 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا.
تأثر حوالي خمسة آلاف شخص بالحرائق، مع نزوح أكثر من 1120 شخصًا من قرى مثل بيت عيوش، والمزرعة، والصبورة، والبسيط. الأطفال وكبار السن والأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي هم الأكثر عرضة للخطر بسبب الدخان الكثيف المنتشر إلى مدينة حماة وريف حماة وجنوب إدلب.
أدت الحرائق إلى نفوق الماشية وتدمير ملاجئ الحيوانات. كما تعرضت خطوط الكهرباء ومحطات الكهرباء الفرعية للضرر، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، ولا تزال الطرق الرئيسية، بما في ذلك الطريق السريع الدولي إلى تركيا، مغلقة أو متأثرة.