الإثنين, 7 يوليو 2025 11:05 PM

الهدال: نبتة طفيلية تثير الجدل بين العلم والطب الشعبي واستخداماتها العلاجية

الهدال: نبتة طفيلية تثير الجدل بين العلم والطب الشعبي واستخداماتها العلاجية

على سفوح جبال ريف جبلة، وفي مناطق مرتفعة أخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا، ينمو نبات الهدال الفريد، الذي لا يحتاج إلى التربة للبقاء على قيد الحياة. يتطفل هذا النبات على جذوع الأشجار، ويعرف علمياً باسم الهدال، وهو اسم شائع بين مستخدمي الطب البديل. البعض الآخر لا يزال يطلق عليه اسم "الدبق"، نسبةً إلى ثماره اللزجة التي تلتصق بأرجل الطيور، مما يساعد في نقل بذوره بين الأشجار.

يشهد الهدال إقبالاً متزايداً من قبل ممارسي الطب البديل، الذين يعتبرونه علاجاً طبيعياً لتعزيز المناعة وتخفيف أعراض الأمراض المزمنة. حتى أنه يُستخدم أحياناً كعنصر مساعد في علاج الأورام، على الرغم من التحذيرات المتكررة من خطورة استخدامه دون إشراف طبي.

نبتة فعالة

يقول محمد الخطيب، وهو موظف في الخمسين من عمره، لصحيفة "الحرية": "كنت أعاني من ارتفاع في ضغط الدم، فنصحني أحد العطارين باستخدام خلطة عشبية يدخل الهدال (الدبق) في مكوناتها. بعد فترة من الاستعمال، شعرت بتحسّن ملحوظ، وإن لم يكن علاجاً نهائياً."

وفي تجربة أخرى، تشير سناء عبد الرحمن، وهي معلمة متقاعدة، إلى أن استخدام مستخلص الهدال جاء بتوصية من صديقة مقيمة في ألمانيا، كانت تتلقى علاجاً تكميلياً للسرطان. وتقول: "استخدمت المستخلص الألماني لعدة أشهر، ولاحظت تحسناً في طاقتي العامة وقدرتي المناعية."

ويصف الدكتور كمال السيد، المتخصص في طب الأعشاب، نبات الهدال بأنه من أكثر النباتات إثارة للاهتمام من الناحية الطبية، موضحاً أنه يحتوي على مركبات فعالة مثل الليكتينات والفلافونويدات، التي أظهرت دوراً في دعم الجهاز المناعي، وتُستخدم مستخلصاته بالفعل في الطب التكميلي الأوروبي. لكنه يحذّر من استخدام النبات الخام دون معرفة دقيقة بنوعه وتركيز مكوناته، مؤكداً أن بعض أنواعه قد تحتوي على مواد سامة تؤثر على الجهازين العصبي والهضمي. ويضيف أن الاسم المتداول واحد، لكن الأنواع متعددة، وقد يسبب الاستخدام غير المنضبط آثاراً سلبية خطيرة.

تدخل في أدوية داعمة

من جهته، أشار الصيدلي أحمد ياسين إلى أن نبتة الهدال لا تُستخدم في الصيدليات العربية كعلاج دوائي مباشر، لكنها تدخل ضمن تركيبات دوائية داعمة في أوروبا، مثل مستحضري Iscador وHelixor المستخدمين في ألمانيا وسويسرا تحت إشراف طبي دقيق. لافتاً إلى أن الاستخدام العشوائي لهذه النبتة، خصوصاً من قبل النساء الحوامل أو مرضى القلب، قد يكون خطيراً، مؤكداً أنه يجب على مستخدمي الأعشاب استشارة مختص دائماً قبل تناول أي مستخلص نباتي.

الطلب مرتفع

في أحد محال الأعشاب في سوق العطارين باللاذقية، أشار العطار المعروف بأبي عدنان إلى أن الزبائن يعرفونه باسم الدبق، ويطلبونه كثيراً، خاصة بعد أن شاع استخدامه لتقوية المناعة والمساعدة في تخفيف أعراض السرطان.

وأكد أبو عدنان أنه يحرص على تنبيه زبائنه إلى أهمية التقيد بالكميات والمدة، قائلاً: "إن الأعشاب الطبيعية لا تقل خطورة عن الأدوية عند سوء الاستخدام."

بين الأمل والمخاطر

يبقى نبات الهدال رمزاً للطبيعة المتناقضة، يحمل في طياته صفات الطفيل وآمال العلاج، يجمع بين الأذى والشفاء، وبين التطفل والحكمة. إنه تذكرة بأن في عالم النبات أسراراً لم تُكتشف بعد، وأن لكل كائن، مهما بدا غريباً، دور في لوحة الحياة المتكاملة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: