الجمعة, 4 يوليو 2025 11:10 PM

الشرقية السورية تنتفض ضد ترند "الدبكة": تشويه لصورتنا ومعاناتنا!

الشرقية السورية تنتفض ضد ترند "الدبكة": تشويه لصورتنا ومعاناتنا!

أثار ترند جديد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان "شاهد قبل الحذف... دبكة في محطة الحجاز"، استياءً وغضبًا واسعًا في أوساط أهالي المنطقة الشرقية في سوريا، والتي تشمل دير الزور والحسكة والرقة.

يُظهر الترند مجموعة من الأفراد يقومون بأفعال وصفها الكثيرون بأنها سطحية ومحرجة، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من قبل السكان المحليين الذين يرون أن الصورة الحقيقية لمنطقتهم تتعرض للتشويه.

وعبّر الناشط بهاء الدين عبدالله عن هذا الشعور قائلاً: "هؤلاء لا يمثلوننا لا من قريب ولا من بعيد." هذا الشعور يعكس إحباطًا عميقًا من التشويه المتصور، ويؤكد أن "هدول ما يمثلوا أخلاقنا، ولا قيمنا، ولا صورتنا الحقيقية".

وأشار عبدالله إلى أن أهالي الشرقية السورية سعوا لسنوات طويلة للحفاظ على هويتهم في ظل ظروف صعبة، وهو صراع يرون أنه تم تقويضه بعوامل مختلفة، بما في ذلك ما وصفوه بجهود "ممنهجة" من الدراما السورية وبعض الفنانين لتشويه صورتهم.

تاريخيًا، تُعرف المنطقة الشرقية من سوريا بتنوعها وتسامحها وتعايشها السلمي. ويؤكد الأهالي على ممارستهم الطويلة للعيش جنبًا إلى جنب مع جميع أطياف المجتمع السوري دون تمييز، مع إظهار الاحترام للجميع. ويقولون: "ما كنا نسأل حدا 'مين أنت؟'، كنا ننظر للناس من منطلق إنساني وأخلاقي قبل كل شيء".

قبل الحرب وخلالها، استقبلت المنطقة السوريين من كل حدب وصوب – من الشام وغوطتها، من حمص، من حلب، ومن كل مدينة سورية – كضيوف مكرمين.

ينبع الغضب الحالي من انتشار ما يُنظر إليه على أنه تصرفات فردية "فارغة" تفتقر إلى المسؤولية أو الاحترام، ومع ذلك يتم تضخيمها كصورة لأهل الشرقية. يأتي هذا في وقت تعاني فيه المنطقة من معاناة هائلة. "نحن ناس عم نعاني"، بحسب الناشط، الذي يسرد سلسلة طويلة من المصاعب: داعش قطعتهم وهجرتهم، الميليشيات الإيرانية أحرقت بيوتهم، الميليشيات العراقية ساهمت في قتلهم، نظام الأسد قصفهم وملأ معتقلاته وسجونه بهم.

وسط هذا الخراب، غالبًا ما يُطرح السؤال: "ليش متحسسين؟" الإجابة واضحة: "لأن أي تشويه إضافي لصورتنا هو طعنة جديدة نحن ما رح نقبلها". اليوم، مناطق الشرقية مهمشة، محرومة، ومعظمها ليس في أيدي أهلها في الأساس. يتعرض الشباب للاعتقالات والانتهاكات اليومية، ويموت الأطفال على يد ميليشيات لا تفرق بين مدني ومسلح.

وبدلاً من تسليط الضوء على هذه القضايا الحيوية وسماع صوت الحق، يتم تحويل الانتباه إلى "كم شب طايش".

يؤكد العبدالله أن اعتراضه ليس اعتذارًا أو اعتراضًا على الدبكة نفسها. على العكس من ذلك، يعربون عن فخرهم الكبير بثقافتهم وتراثهم وعاداتهم. تكمن المشكلة في السياق: "المكان والزمان والشكل الذي تُقدم فيه هذه الصورة"، مجادلين بأنها خارج سياقها الصحيح و"تؤذي أكثر مما تمثل".

ويؤكد: "ما نرضى انو يتحول اسمنا لترند سلبي"، ولن يقبلوا تكريس صورة نمطية ضدهم بسبب سلوكيات فردية لا تمثل إلا أصحابها.

لأولئك الذين يرغبون حقًا في معرفة أهل الشرقية، يدعونهم إلى النظر إلى أهلها "بالمخيمات، بالمنفى، بالمعتقلات، بالمدارس، بالجامعات، بين الناس….". ويصفونهم بأنهم أهل الكرم، والكرامة، والتعب، وأهل النخوة.

الرسالة قاطعة: "نحن مو هيك، ولا رح نسمح بهيك نماذج تشوه صورتنا قدام باقي السوريين".

المصدر: زمان الوصل

مشاركة المقال: