الأربعاء, 25 يونيو 2025 10:59 PM

خطة بحرية طارئة من جونية: هل تنقذ الموسم السياحي اللبناني المتأزم؟

خطة بحرية طارئة من جونية: هل تنقذ الموسم السياحي اللبناني المتأزم؟

مع اقتراب موسم الصيف في تموز، وفي أعقاب العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران، والتصعيد العسكري اللاحق الذي يهدد بتوسع نطاق الصراع في المنطقة، تتلاشى الآمال في موسم سياحي "واعد" في لبنان، والذي كانت التوقعات تعتمد فيه على عودة السياح الخليجيين بعد انقطاع.

في ظل هذا المناخ المتوتر، أصبحت الخطط الحكومية لإنعاش القطاع السياحي، مثل إعادة تأهيل مطار بيروت وطريق المطار المؤدي إلى وسط العاصمة، غير مجدية. فقد أدى الوضع الأمني المستجد إلى إلغاء حوالي 75% من حجوزات السفر إلى لبنان، بينما لا تتجاوز نسبة إشغال الفنادق حاليًا 30%، وفقًا للأمين العام لاتحاد النقابات السياحية، جان بيروتي، الذي يحذر من أن استمرار هذا الوضع لمدة عشرة أيام إضافية يعني "خسارة الموسم الصيفي بالكامل".

هذا التقييم ليس مبالغًا فيه، حيث تأثرت حركة الطيران بشكل كبير، خاصة بعد تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل. وبينما شكل السياح العراقيون في السنوات الأخيرة دعامة أساسية للقطاع السياحي في لبنان، مع تسجيل أربع رحلات يومية من بغداد إلى بيروت عبر شركة "طيران الشرق الأوسط" وحدها، بالإضافة إلى رحلات منتظمة من النجف وأربيل والسليمانية والبصرة، اقتصرت حركة الطيران في ظل التصعيد الحالي على رحلات إجلاء محدودة من مطار البصرة لإعادة العالقين في البلدين.

أما المصريون والأردنيون، الذين ساهموا بشكل ملحوظ في إنعاش السياحة اللبنانية منذ عام 2019، فلم يعودوا بمنأى عن تداعيات التوتر الإقليمي، إذ يتابعون تطورات الحرب عن كثب، ويشاركون الآخرين القلق من احتمال توسعها، مما يدفعهم إلى تفضيل وجهات سياحية أخرى.

يشير بيروتي إلى أن السياحة السورية التي انتعشت قبل عيد الأضحى، خاصة من مدينة حلب، ستتأثر هي الأخرى بعد حادثة التفجير في كنيسة مار إلياس في ضواحي دمشق، الأحد الماضي، والتي تركت أثرًا نفسيًا عميقًا لدى السوريين، وأضعفت رغبتهم في السفر والاستجمام.

في المقابل، لم تتأثر السياحة الداخلية بشكل مباشر بالتطورات الأمنية الإقليمية، خاصة مع تجنب اللبنانيين السفر إلى الخارج، وتحديدًا إلى وجهات تقليدية مثل تركيا واليونان. وقد انعكس ذلك إيجابًا على قطاعات المطاعم والملاهي والمسابح. غير أن هذه الحركة، رغم حيويتها، لا تعادل من حيث الإنفاق والتأثير الاقتصادي حجم السائح العربي أو الأجنبي، الذي يشكل المصدر الأهم للعملات الصعبة والإنفاق الفعلي.

بالعودة إلى السياحة الخارجية، يُلاحظ أن الطائرات التي تحط في مطار رفيق الحريري الدولي قادمة من الخليج ومصر وتركيا وأفريقيا، خاصة مع ازدياد وتيرة الرحلات منذ اندلاع الحرب على إيران، تنقل في غالبيتها لبنانيين مغتربين عادوا لقضاء عطلتهم الصيفية في وطنهم.

لكن، هل يمكن التعويل على هؤلاء في تحريك الدورة الاقتصادية السياحية؟ الإجابة تعتمد على عدد الوافدين وحجم إنفاقهم على الأنشطة والخدمات السياحية. ومع ذلك، يبقى القلق قائمًا حتى لدى أكثرهم تصميمًا على المجيء، إذ يخشى الكثيرون أن تتسارع التطورات الأمنية ويُقفل المطار، ما قد يهدد استقرارهم المهني أو الدراسي في بلدان إقامتهم.

فهل يعني كل ما سبق أن لا خيار أمام لبنان سوى نعي الموسم السياحي الصيفي؟ يجيب بيروتي: «كلا»، مقترحًا حلاً قد يعيد بعض الأمل إلى هذا القطاع المنهك، ويقوم على «توفير منفذ آمن لمغادرة السياح في حال اندلاع الحرب فجأة، بهدف طمأنتهم وتشجيعهم على المجيء، حتى في ظل التوتر القائم».

مع استبعاد إمكانية الاعتماد على الخطوط الجوية، وخسارة الخط البري عبر سوريا – الذي شكّل منفذًا حيويًا خلال حرب تموز 2006 – يتحوّل التركيز على خيار النقل البحري. ويشدّد بيروتي على أهمية «تأمين باخرة في مياه جونية تكون جاهزة لنقل الراغبين في مغادرة لبنان إلى قبرص، في رحلة لا تتجاوز ثلاث ساعات، وبتكلفة مقبولة لا تزيد عن 100 دولار».

ويشير إلى وجود وعود من النائب نعمة أفرام بإطلاق رحلات بحرية من جونية بدءًا من 10 تموز المقبل، مؤكدًا أن العقبات التقنية والقانونية تمت تسويتها، ولم يبقَ سوى تأمين الباخرة لوضع الخطة قيد التنفيذ.

مشاركة المقال: