الإثنين, 30 يونيو 2025 04:46 PM

المثقفون العرب والصمت: هل تتحقق نبوءات المستشرقين على أرض الواقع؟

المثقفون العرب والصمت: هل تتحقق نبوءات المستشرقين على أرض الواقع؟

يتسابق المثقفون العرب في تذكيرنا بأنهم توقعوا الأحداث الجارية في أوطانهم قبل وقوعها بوقت طويل، وأنهم استوعبوا كتابات المستشرقين منذ عقود، وخاصةً برنارد لويس الذي رأى أن أفضل طريقة لتجنب خطر الشرق على الغرب هي تقسيم العالم العربي إلى دويلات متناحرة وطوائف تتقاتل.

لكن ما قيمة المعرفة إذا ظلت حبيسة العقل؟ وما جدوى علم لا يُستفاد منه؟ وما نفع بصيرة زرقاء اليمامة إذا تظاهرت بالعمى ولم تحذر من الزاحفين على أرضها، سواء كانوا أشجارًا تسير كما في الحكاية، أو أشباحًا يصعب تحديد هويتهم؟

أين مراكز البحوث العربية، الاجتماعية والسياسية والاستشرافية؟ أليست مراكز البحوث الغربية هي المرجع الأول للسياسي والدبلوماسي والقائد العسكري؟

إلى متى ستظل الفجوة واسعة بين من يعرفون ويكتبون، وبين من يجهلون ولا يقرؤون؟ ما الفائدة من إدراك الخطر قبل وقوع الكارثة، دون أن يُقرع الجرس أو أن تكون الطبول صامتة؟

ما جدوى أوراق العارفين الصامتة؟ وما قيمة الوثائق والملفات المحفوظة على الرفوف والتي يعلوها الغبار؟ هل بدأت الخرائط الغربية تُطبق على أرض الواقع؟

متى سيجهر المفكرون بآرائهم ومعلوماتهم، ويصارحون شعوبهم قبل حكامهم؟ متى سنتخلى عن سلبيتنا؟ فلم يسبق السيف العزل بعد، وما زال لدى الكثيرين منا القدرة على الإصغاء والاستجابة.

لذا، فلنردد دائمًا مع محمود درويش: الصمت مقصلة الضمير.

(موقع اخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: