الجمعة, 8 أغسطس 2025 08:46 AM

تصاعد المخاوف في كردستان العراق من تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية ونزوح محتمل

تصاعد المخاوف في كردستان العراق من تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية ونزوح محتمل

تلقي الحرب بين إيران وإسرائيل بظلالها الثقيلة على إقليم كردستان، مما يزيد من المخاطر الأمنية والاقتصادية المحيطة بالإقليم. فمع سقوط طائرة مسيرة بالقرب من القنصلية الأميركية في أربيل، وتزايد التحذيرات من هجمات محتملة، تسعى سلطات الإقليم إلى تهدئة السكان والحفاظ على الاستقرار الداخلي. في الوقت نفسه، تتصاعد المخاوف من موجات نزوح محتملة من داخل إيران، وتغييرات قد تزعزع الاستقرار الهش في المنطقة.

بالرغم من التنسيق الأمني المستمر بين حكومة الإقليم وبغداد، إلا أن القلق العام يتزايد. وفي هذا السياق، أكدت وزارة التجارة في إقليم كردستان للمواطنين استمرار تدفق المواد الغذائية والأدوية، مشيرة إلى أن مستودعات الإقليم ممتلئة بالمواد الغذائية القابلة للتخزين لفترة طويلة، وأنه لا يوجد خطر من نقص الغذاء، داعية المواطنين إلى شراء احتياجاتهم فقط وعدم القلق.

كما دعا مدير الأمن الداخلي في الإقليم، اللواء برزان قصاب، السكان إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، على الرغم من المخاوف المتزايدة من تداعيات الحرب.

ميدانياً، رصدت "النهار" استمرار التبادل التجاري عبر المعابر الحدودية الرئيسية الثلاثة بين كردستان وإيران: حاجي عمران، باشماخ، وبرويزخان، مع ضعف ملحوظ في حركة التنقل من الإقليم باتجاه إيران، خاصة فيما يتعلق بالحالات المرضية والزيارات العائلية. وأفاد عائدون من إيران بأن أقاربهم من الأكراد الإيرانيين يشعرون بقلق بالغ من التصعيد العسكري، خاصة في المدن الكبرى مثل طهران وتبريز وكرمانشاه وأورمية، وأبدى الكثيرون منهم استعدادهم للنزوح إلى كردستان في حال تدهور الأوضاع.

يبقى الهاجس الأكبر أمنياً، خاصة بعد سقوط المسيرة الإيرانية قرب القنصلية الأميركية في أربيل، مما أثار مخاوف من تكرار عمليات مماثلة قد تستهدف القوات الأميركية المتمركزة في الإقليم، أو مؤسسات حكومية ومدنية، أو حتى معسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية ومخيمات اللاجئين، تحت ذرائع تتعلق بعلاقات مفترضة مع إسرائيل، كما فعلت طهران في مناسبات سابقة.

على الرغم من أن رئاسة إقليم كردستان سارعت إلى إدانة الهجوم الإسرائيلي منذ اليوم الأول، إلا أن ذلك لم يبدد الشكوك الإيرانية. ومع اتساع رقعة الحرب واحتمال انخراط الولايات المتحدة فيها، تتزايد المؤشرات على أن كردستان، التي تقع جغرافياً في منتصف المسافة بين إسرائيل وإيران، قد تكون ساحة محتملة للصراع، خاصة في نظر طهران التي تعتبر الإقليم حلقة ضعيفة يمكن عبرها استهداف المصالح الأميركية والغربية.

وبحسب معلومات "النهار"، كان إقليم كردستان على اطلاع تام بتفاصيل الاجتماع الأمني الذي عقده وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، بحضور رئيس أركان الجيش وعدد من قادة الأجهزة الأمنية، مع لجنة الأمن النيابية، حيث تمت مناقشة الوضع الأمني بشكل شامل، بما يشمل المخاطر المحتملة على الإقليم. ورغم الأزمة المالية والسياسية المستمرة بين أربيل وبغداد، إلا أن التنسيق الأمني بين الجانبين لا يزال قائماً وعلى مستوى عالٍ من الجدية.

يوضح الباحث والكاتب السياسي بيشوار مراد في حديثه لـ"النهار" أن ما يشغل سلطات الإقليم أكثر من غيره هو احتمال "تكرار السيناريو السوري داخل إيران، إذا تعقدت الأوضاع الداخلية هناك". ويضيف: "في هذه الحالة، قد ينزح ملايين من أكراد إيران وربما من قوميات أخرى إلى إقليم كردستان، ما يتطلب استجابة إغاثية ضخمة تشمل الإيواء، والتعليم، والرعاية الصحية، والخدمات العامة، وهي أعباء لا تستطيع الميزانية العامة ولا الوضع السياسي الحالي في الإقليم تحملها. والأسوأ، أن يؤدي هذا النزوح إلى توترات عرقية، كما حصل مراراً في سوريا، وفي أكثر من محطة في تاريخ إيران الحديث".

مشاركة المقال: