الأربعاء, 4 يونيو 2025 01:15 PM

وثائق تكشف: نظام الأسد احتجز الصحفي الأمريكي أوستن تايس في دمشق

وثائق تكشف: نظام الأسد احتجز الصحفي الأمريكي أوستن تايس في دمشق

كشفت وثائق استخباراتية توصل إليها تحقيق صحفي استقصائي أجرته “هيئة الإذاعة البريطانية” (BBC) ضمن سلسلة بودكاست على “راديو 4” أن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، كان محتجزًا في منشأة تابعة للنظام السوري قرب دمشق.

وأكد عدد من المسؤولين السوريين السابقين، لـ”BBC”، أن تايس احتُجز داخل منشأة تابعة لجهاز أمني في دمشق.

وتُعد الوثائق، التي حصلت عليها، أول دليل مادي يُثبت مسؤولية النظام عن احتجاز الصحفي الأمريكي، بعد سنوات من النفي الرسمي، بعد اختفائه قرب دمشق في آب 2012.

ووفق الوثائق الجديدة، فإن تايس احتُجز داخل منشأة أمنية في منطقة الطاحونة بدمشق، وتشير إحدى الوثائق المصنفة بـ”سري للغاية” إلى أن الصحفي الأمريكي كان محتجزًا لدى ميليشيا “قوات الدفاع الوطني” المُوالية للنظام، قبل أن يخضع للاستجواب من قِبل جهاز الاستخبارات العامة.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن ضابط سابق في الاستخبارات السورية تأكيده أن تايس ظل محتجزًا في دمشق حتى شباط 2013 على الأقل، مضيفًا أن “النظام كان يدرك قيمة تايس، على اعتباره ورقة ضغط محتملة في مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة”.

وتشير المعلومات إلى أن تايس تلقى علاجًا طبيًا مرتين، خلال فترة احتجازه، بسبب معاناته من مشاكل صحية، كما نُقل عن شاهد زار مكان احتجازه أنه كان يبدو حزينًا، وكأن البهجة اختفت من وجهه، على الرغم من تلقيه معاملة أفضل من السجناء السوريين الآخرين.

وتفيد شهادات للإذاعة البريطانية بأن تايس حاول الفرار من السجن عبر نافذة زنزانته، لكن أُعيد اعتقاله لاحقًا، وخضع لجولات استجواب متكررة من قِبل ضباط الاستخبارات.

أوستن تايس هو من أبرز المواطنين الأمريكيين المختطفين في سوريا، وهو جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصور صحفي، من مواليد 1981، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، التي كان منها محطة “CBS”، و”واشنطن بوست”، وشركة “ماكلاتشي”، بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي.

اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من آب 2012، وبحسب معلومات عنب بلدي، التقى تايس قبل اختفائه مع مجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر”، في مدينة داريا، غربي دمشق، وأجرى معهم لقاءً حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.

وظهر في تسجيل مصور، بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.

ونفت حكومة النظام السوري أي علاقة لها باختطافه، إذ قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري (حينها)، عام 2016، إن “تايس ليس موجودًا لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.

تعهد سوري وطلب أمريكي

في 25 من أيار الماضي، تعهدت الحكومة السورية بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في البحث عن أمريكيين مفقودين في سوريا، وفقًا لما نشره المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، عبر منصة “إكس“.

وقال باراك، إن الحكومة السورية وافقت على مساعدة واشنطن في تحديد أماكن المواطنين الأمريكيين أو رفاتهم، لإعادتهم إلى بلادهم.

وأضاف المبعوث أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتبر أن إعادة المواطنين الأمريكيين، أو تكريم رفاتهم، “أولوية قصوى” في كل مكان، وأن “الحكومة السورية ستساعدنا في هذا الالتزام”، حسب قوله.

وقبل لقاء الشرع بترامب، في 13 من أيار الماضي، كانت الشروط الأمريكية لتحقيق انفتاح مع دمشق في فلك أربعة مطالب، هي تدمير أي مخازن متبقية من الأسلحة الكيماوية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وإبعاد المقاتلين الأجانب من مناصب حكومية عليا، وتعيين ضابط اتصال للمساعدة في الجهود الأمريكية للعثور على الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا أوستن تايس.

وبعهدهها بفترة تعهدت الحكومة السورية في رسالة للبيت الأبيض، تعهدت إنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية للعثور على الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس.

وفي 2 من أيار، قالت والدة الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا منذ عام 2012، إن الحكومة الأمريكية كانت لديها معلومات محددة عن مكان ابنها لأكثر من عقد من الزمان.

وقالت ديبرا تايس، والدة الصحفي الأمريكي لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إنه كان من الممكن بذل المزيد من الجهود من قبل الإدارة الأمريكية، لاستعادة تايس، مقارنة بما تم تحقيقه في ظل ثلاث إدارات.

وأضافت أن السجن الذي كان ابنها محتجزًا فيه قبل الإطاحة بالأسد “كان معروفًا”، على الأقل لبعض المسؤولين في الحكومة الأمريكية، لكنها أشارت إلى أن المعلومات ربما لم يتم تبادلها بشكل فعال.

ولفتت ديبرا إلى أن مكان أوستن تايس كان معروفًا حتى وقت الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي، بناء على سجلات استخباراتية شاملة سمحت لها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بالاطلاع عليها.

وأكدت أن جهود العثور على ابنها أصبحت الآن أكثر صعوبة، لأنها تعتقد أنه نُقل في وقت قريب من سقوط الأسد على أيدي قوات المعارضة.

ديبرا تايس تأمل أن يكثف ترامب جهوده للشراكة مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الذين قد يتمكنون من المساعدة في تحديد مكان ابنها وإعادته إلى الوطن، والتي تؤكد أنه لا يزال على قيد الحياة.

مشاركة المقال: