الخميس, 5 يونيو 2025 01:51 PM

وثائق استخباراتية تكشف: الصحفي الأمريكي أوستن تايس كان معتقلاً في سجون النظام السوري

وثائق استخباراتية تكشف: الصحفي الأمريكي أوستن تايس كان معتقلاً في سجون النظام السوري

كشفت ملفات استخباراتية، نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للمرة الأولى، عن معلومات جديدة حول مصير الصحفي الأميركي المفقود في سوريا، أوستن تايس. تشير الوثائق إلى أن تايس كان مسجونًا لدى النظام السوري، على الرغم من نفي النظام المتكرر لعلمه بمكانه.

ونقلت (بي بي سي) عن مسؤولين سوريين سابقين تأكيدهم لاعتقال تايس، الذي اختفى بالقرب من دمشق في أغسطس 2012، حيث كان يعمل صحفيًا مستقلاً. وكانت الحكومة الأميركية قد أعربت سابقًا عن اعتقادها بأن النظام يحتجزه، لكن دمشق نفت ذلك باستمرار.

وتؤكد ملفات الاستخبارات، التي وصفتها (بي بي سي) بأنها سرية للغاية، هذه المعلومات، إلى جانب شهادات مسؤولين سابقين في النظام حول ما حدث للصحفي بعد اختفائه.

بعد حوالي سبعة أسابيع من فقدانه، ظهر تايس في مقطع فيديو على الإنترنت معصوب العينين ومقيد اليدين، وهو "مجبر على تلاوة إعلان إسلامي من قبل مجموعة من الرجال المسلحين". ومع ذلك، رجح محللون ومسؤولون أميركيون أن المشهد كان "تمثيلية".

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اختفاء تايس، مما أثار تكهنات واسعة النطاق حول مصيره. زارت والدته سوريا والتقت بالرئيس أحمد الشرع لتجديد البحث عنه، ووعدها بالمساعدة.

وكشفت (بي بي سي) عن هذه المواد كجزء من تحقيق استمر لأكثر من عام لسلسلة بودكاست على راديو 4، أثناء مرافقة محقق سوري إلى منشأة استخباراتية.

تُعد ملفات الاستخبارات أول دليل يظهر على احتجاز النظام لتايس منذ بدء جهود البحث عنه بعد سقوط بشار الأسد، وتضمنت الملفات المسماة "أوستن تايس" اتصالات من فروع مختلفة من المخابرات السورية، وقد تأكدت (بي بي سي) من صحتها، وتظهر إحدى الرسائل، التي تحمل علامة "سري للغاية"، أنه تم احتجازه في مركز احتجاز في العاصمة دمشق في عام 2012.

وأكدت مصادر إضافية أن هذا كان في الطاحونة، كما أكد ضابط سابق في الاستخبارات السورية أن تايس كان محتجزا في دمشق من قبل مجموعة شبه عسكرية.

ويُعتقد أن أوستن تايس اعتقل بالقرب من مدينة داريا في ضاحية دمشق، ثم احتجزه أفراد من قوة شبه عسكرية موالية للأسد، وتسمى قوات الدفاع الوطني.

وأكد مسؤول سوري لـ (بي بي سي) أن الصحافي كان هناك حتى فبراير 2013 على الأقل، وفي ذلك الوقت، عانى من مشاكل في المعدة، وخضع لعلاج طبي مرتين على الأقل، ويُقال إن فحوصات الدم كشفت عن إصابته بعدوى فيروسية آنذاك.

وقال رجل زار المنشأة التي كان محتجزا فيها وشاهده إن تايس كان يعامل بشكل أفضل من المعتقلين السوريين، لكن "كان يبدو حزينا، والفرحة اختفت من وجهه".

وفي سياق منفصل، قال عضو سابق في ميليشيا الدفاع الوطني على دراية وثيقة باحتجاز أوستن تايس "إن قيمته كانت مفهومة" وإنه كان "ورقة" يمكن لعبها في المفاوضات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وأفادت التقارير أن تايس هرب لفترة وجيزة من أسره عبر نافذة في زنزانته، لكن أُلقي القبض عليه لاحقًا، كما استُجوب مرتين على الأقل من قبل ضابط مخابرات تابع للنظام، ويُعتقد أن الحادثة وقعت بين أواخر عام 2012 وأوائل عام 2013.

وعندما تم إخلاء السجون بعد سقوط الأسد، لم يكن هناك أي أثر لتايس وما زال مكانه غير معروف.

وتدرك عائلة تايس وجود هذه الملفات الاستخباراتية كما تعلم بها السلطات الأميركية، وكذلك مجموعة سورية تعمل على جمع المعلومات عن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، ويُعتقد أن تايس هو أحد أقدم الرهائن الأمريكيين المحتجزين وقد قادت والدته ديبرا ووالده مارك حملةً دؤوبةً لتسليط الضوء على اختفاء ابنهما.

وكان تايس يعمل ككابتن سابق في مشاة البحرية الأميركية، وخدم في العراق وأفغانستان وكان طالبا في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون المرموقة في واشنطن العاصمة، قبل أن يسافر إلى سوريا عام 2012 لتغطية الحرب كصحفي مستقل.

مشاركة المقال: