توفي الشاب أيمن أحمد مطر، من مدينة داريا بريف دمشق، بعد سنوات من الإخفاء القسري في سجون النظام السوري، وفق ما كشفته مبادرة "#أنا_المعتقل" التي أطلقتها منصة "زمان الوصل" لتوثيق مصير المغيبين.
مصادر المبادرة أوضحت أن مطر اعتُقل تعسفياً على يد عناصر من ميليشيا "الدفاع الوطني"، إثر خلاف مع أحدهم، بعدما رفض إعارة سيارته الخاصة من طراز "بيجو" الحديثة لأحد العناصر المنتشرين قرب مكان عمله. وتعرّض إثر ذلك لتهديدات مباشرة باعتقاله والإضرار بأسرته.
وخلال أسابيع، اقتحمت دورية أمنية مدعومة من ميليشيا "الدفاع الوطني" منزله عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وجرى اعتقاله أمام والدته دون مذكرة قضائية، حيث أُخذ مكبل اليدين ومغطى الرأس، مع مصادرة سيارته ومحتويات محله الخاص ببيع الهواتف المحمولة.
لاحقاً، تلقّت عائلته أنباء تفيد بوجوده في سجن صيدنايا، وتحديداً في الجناح الأحمر المعروف بظروفه القاسية، وسط تأكيدات عن تدهور حالته الصحية داخل السجن. وبحسب الرواية، اتصل مستشفى تشرين العسكري بوالدته بعد أشهر، طالباً منها تسلم بطاقة هويته فقط، دون تسليم الجثمان، ما أكد وفاته داخل المعتقل نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي.
وعلى الرغم من عدم تسليم جثمانه أو توضيح سبب الوفاة، ظهر اسمه لاحقاً ضمن قوائم الشهداء التي توثقها مبادرة "أنا المعتقل"، والتي تتابع كشف مصير المغيبين قسرياً في سوريا. واختتمت عائلة مطر رسالتها بالتأكيد على رفضها النسيان أو المسامحة، محملة المسؤولية لمن تسبب باعتقاله، ومن ساهم في تعذيبه وحرمانه من والدته.