الأحد, 8 يونيو 2025 11:58 PM

كل ما تحتاج معرفته عن كسور الأصابع: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

كل ما تحتاج معرفته عن كسور الأصابع: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

د. أكرم خولاني: قد تحدث كسور الأصابع نتيجة تعرض اليد للعديد من الحوادث خلال اليوم، ويؤدي ذلك إلى تعطل العديد من الوظائف التي تقوم بها اليد، لذا من الضروري تشخيص الإصابة وعلاجها بالشكل الصحيح، وقد تكون هذه الكسور بسيطة فتحتاج إلى علاج محدود، وقد تكون معقدة تتطلب تدخلًا جراحيًا.

ما كسور الأصابع

تتألف كل إصبع من ثلاث عظام صغيرة تسمى السلاميات، ما عدا الإبهام فهو يتألف من سلاميتين فقط، وتنتظم عظام كل إصبع بشكل هندسي يتيح لها القيام بوظائف عديدة، ولكن قد تتعرض هذه العظام للكسر أحيانًا، وتسمى هذه الحالة “كسر الإصبع”، وتنكسر عظام الأصابع بأكثر من طريقة، مثل:

  • الكسر الطولي المستقيم، سواء كان بشكل أفقي أو عمودي.
  • الكسر الحلزوني، أي أن يكون خط الكسر ملتفًا بشكل مائل على امتداد محيط العظم.
  • الكسر المفتت، وفيه يتكسر العظم إلى ثلاثة أجزاء أو أكثر.
  • الكسر الانضغاطي، وينتج عن تعرض العظم لشدة خارجية كبيرة، مثل سقوط جسم ثقيل على العظم يؤدي إلى سحقه تمامًا.

ما الأسباب

تحدث كسور عظام الأصابع نتيجة تعرض اليد لشدة خارجية، وقد تشمل الحالات الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى ذلك ما يلي:

  • اصطدام الإصبع بجسم سريع الحركة، كما يحدث عند مد اليد لالتقاط الكرة في الهواء.
  • السقوط على اليد.
  • ضرب الإصبع بالباب أو زاوية الحائط أو ما شابه.
  • تعرض اليد لصدمة شديدة، مثل حادث سيارة.
  • إصابة الأصابع في أثناء استخدام أدوات مثل المثاقب أو المناشير الكهربائية أو المطارق، وهذا ما يحدث بشكل متكرر لدى عمال الورشات الفنية والمصانع في أثناء القيام بعملهم اليومي.

وقد تزيد احتمالية الإصابة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من أي من الحالات الصحية التالية: نقص الكالسيوم، هشاشة العظام، سرطان العظام، التهابات العظام، سوء التغذية.

ما الأعراض

تتمثل أعراض كسر الإصبع بما يأتي:

  • الألم في الإصبع: عند حدوث كسر في الإصبع فإن أول الأعراض الشعور بالألم، وتتراوح حدة الألم بين البسيط المحتمل والشديد غير المحتمل، وغالبًا ما يترافق مع الألم تقيد بسيط في نطاق حركة الإصبع، كما تزداد حدة الألم عند مسك الإصبع أو محاولة تحريكها.
  • تورم الإصبع: بعد الصدمة بعدة دقائق من الممكن حدوث تورمات وتصلبات تعوق نطاق حركة الإصبع، وغالبًا ما يكون التورم ظاهرًا بشكل كبير بمجرد النظر إليه، وقد يصل إلى الأصابع المجاورة للإصبع المصابة.
  • خدر الإصبع: من الممكن حدوث حالة من الخدر في الإصبع المتأذية نتيجة الإصابة أو بسبب الضغط على أعصاب الأصابع نتيجة التورم.
  • تغير لون الظفر: قد يتغير لون الظفر القريب من الإصابة إلى الأرجواني، ولكن ذلك من أعراض كسر الإصبع غير الشائعة، وذلك لأن هذا العرض لا يظهر عند جميع الأشخاص.
  • تعري الإصبع من الجلد: يحدث في الإصابات الشديدة، وتسمى الكسور المركبة، وفيها قد تتشوه الإصبع المكسورة وتخرج عن محاذاتها للأصابع المجاورة، وقد يكون ألمها شديدًا خاصة عند تحريكها.

ما الفرق بين الكسر والرض على الإصبع

عند تعرض الإصبع لصدمة شديدة قد يحدث الكسر وقد تكون الإصابة مجرد رض، ويتمثل الفرق بين الكسر والرض بالنقاط التالية:

في حالة الكسر: يكون هناك تشقق في العظم، يصاحبه عادة ألم شديد، وتورم، وتشوه في شكل الإصبع، وصعوبة في تحريكها، وقد تكون هناك كدمات في المنطقة المحيطة. في بعض الحالات، قد يظهر العظم بارزًا أو ناتئًا عبر الجلد.

في حالة الرض: تكون الإصابة في الأنسجة الرخوة مثل الجلد أو العضلات دون كسر في العظام. الأعراض الرئيسة تشمل الألم والتورم والكدمات، لكن دون تغيير في شكل الإصبع، أي أن الكسر يؤثر على العظم بينما يؤثر الرض على الأنسجة الرخوة.

كيف يتم التشخيص

في حال الاشتباه بكسر الإصبع، يجب التوجه إلى المستشفى فورًا، ويقوم الطبيب بأخذ قصة سريرية دقيقة تتضمن كيفية حدوث الإصابة، ووقت الإصابة، ثم يجري الفحص السريري الذي يتكون من البحث عن علامات الكسر كوجود الألم والتكدم، وتشوه شكل الإصبع المصابة، وقدرة المريض على تحريكها من عدمها.

ويعتبر التصوير بالأشعة السينية من أهم الوسائل التشخيصية في هذه الحالة، وتظهر صور الأشعة مكان الكسر بدقة، وتحدد نوع الكسر ومقدار إزاحة العظم المكسور عن مكانه الطبيعي، وفي أحيان قليلة قد يحتاج الطبيب إلى أخذ صورة أشعة لليد السليمة لغرض المقارنة مع اليد المصابة.

كيف يمكن العلاج

بعد التأكد من وجود الكسر لا بد من البدء بالعلاج، ولكن في كل الأحوال يحتاج المريض إلى استخدام مسكنات الآلام لعدة أيام، وتختلف طريقة العلاج تبعًا لحالة الكسر.

العلاج غير الجراحي: هو العلاج الشائع الذي يجرى في أغلب الحالات، ويتضمن إعادة العظام المكسورة إلى مكانها، ولفها بجبيرة لتثبيت الإصبع بشكل مستقيم وحمايتها من التعرض لمزيد من الإصابات في أثناء التعافي، وقد يتم تجبير الإصبع المكسورة والأصابع المجاورة لتقديم دعم إضافي للإصبع المكسورة.

ويجب أن يراجع المريض المستشفى في حال ملاحظة الأعراض التالية:

  • تغير لون الإصبع.
  • تورم الإصبع والإحساس بالألم أو التنمل.
  • برودة الإصبع مقارنة بالأصابع المجاورة لها.

في هذه الحالة يتم نزع الجبيرة فورًا ووضع جبيرة أخرى أكثر ملاءمة.

وعادة ما يتم وضع الجبيرة على الإصبع المكسورة لمدة 3 إلى 6 أسابيع تقريبًا، وقد يحتاج المصاب إلى إجراء المزيد من الأشعة السينية خلال هذا الوقت حتى يتمكن الطبيب من مراقبة تلاشي علامات الكسر وتقدم الإصبع في الشفاء خلال التعافي.

العلاج الجراحي: يلجأ الجراحون إلى هذا الخيار في الإصابات الشديدة التي تشمل:

  • الكسور المفتوحة، وذلك بسبب كثرة المضاعفات المحتملة لهذه النوعية من الكسور.
  • الكسور التي يلاحظ فيها وجود إزاحة شديدة للعظم المكسور عن مكانه الطبيعي، بسبب صعوبة إعادة القطع المكسورة إلى مكانها الصحيح دون جراحة.
  • كسر في مفصل الإصبع.
  • تلف الأوتار أو الأربطة.
  • تأثر الأعصاب بالكسر.
  • الكسور غير المستقرة التي لا تستطيع الجبيرة دعمها.

وغالبًا ما يتم وضع أجهزة صغيرة مكان الكسر لإعادته إلى وضعه الطبيعي قدر الإمكان وتثبيته، ومن الأمثلة عليها المسامير، والصفائح، والدبابيس، والأسلاك.

العلاج الطبيعي: يجرى هذا النوع من العلاج بعد شفاء الكسر بمجرد نزع الجبيرة، أو عندما يسمح الطبيب المعالج بذلك، ويتم عن طريق ممارسة بعض التمارين التأهيلية البسيطة لتحريك الإصبع المكسورة، والهدف منه تقليل تيبس المفاصل ومنع تورم الإصبع، وتزداد الحاجة إلى هذا الخيار بالذات مع الكسور التي عولجت جراحيًا، واستغرقت للاستشفاء فترات أطول من المعتاد، ويمكن الاستعانة باختصاصي العلاج الطبيعي للقيام بالعلاج التأهيلي.

مشاركة المقال: