يشكو سكان ضاحية قدسيا في دمشق من نقص حاد في الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والنظافة، بالتزامن مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد الكثافة السكانية.
أزمة المياه والكهرباء تدفع السكان للاعتماد على الحوالات
كمال الخالدي، نازح من زملكا ويقيم في قدسيا، أوضح لمنصة سوريا 24 أن المياه تنقطع لأيام مع ضعف الضغط عند توفرها، ما يمنع وصولها إلى الطوابق العليا. ورغم تحسن الوضع نسبيًا، إلا أنه يأمل بتحسن أكبر في ملفي المياه والكهرباء.
أبو أحمد، نازح من دير الزور، يعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة، فرغم تحسن خدمة الكهرباء، إلا أن مشكلة مياه الشرب لا تزال قائمة. ويشير إلى أن تكلفة الاشتراك بمولدات الأمبير تصل إلى 400 ألف ليرة أسبوعيًا، بينما تتراوح إيجارات المنازل بين 800 ألف ومليون ليرة، ما يثقل كاهل الأسر. دخله الشهري كسائق "تكسي" لا يكفي لتغطية الاحتياجات اليومية، ويعتمد بشكل أساسي على الحوالات المالية من الخارج.
الاختناقات المرورية وتضييق الشوارع: معاناة يومية
يشكو السكان من الازدحام المروري اليومي في قدسيا، خاصة عند التقاطعات والأسواق، نتيجة ضيق الشوارع وغياب الحلول التنظيمية. بلال عميري، من إدارة منطقة قدسيا، أفاد بأنهم بدأوا بإزالة البسطات والأكشاك العشوائية ونشر عناصر شرطة المرور، ما ساهم في تحسين انسيابية الحركة.
وأوضح أن قدسيا تضم ثلاث طرق رئيسية في المخطط التنظيمي القديم، لكن واحدًا فقط نُفذ، وأن سوء التخطيط العمراني القديم، الذي فضل المساحات الخضراء والأبنية على شبكة الطرق، فاقم أزمة الازدحام.
شبكة مياه متهالكة وتحسن تدريجي في الكهرباء
أوضح عميري أن المدينة تعاني من توزيع غير عادل للمياه بسبب تهالك الشبكة القديمة والتعديات عليها، وأن الحلول الحالية مؤقتة، مثل إزالة التعديات وزيادة ساعات الضخ. وفيما يتعلق بالكهرباء، أشار إلى أن الشبكات لا تتحمل الضغط بسبب قدمها واعتمادها على كوابل الألمنيوم، لكن الواقع الكهربائي تحسن بنسبة 50%، مع أمل بالمزيد بعد إعادة التأهيل.
تحديات في ملف النظافة ومديرية جديدة للمتابعة
أحمد العز، من إدارة منطقة قدسيا، تحدث عن تحديات كبيرة في ملف النظافة نتيجة ضعف الإمكانيات، حيث أن معظم ضاغطات القمامة معطلة. وأضاف أنه تم إنشاء مديرية نظافة خاصة في دمشق لمواكبة الطلب المتزايد، وأن هناك مشكلات متعلقة بعقود قديمة، لكنهم بصدد التعاقد لتحسين الوضع تدريجيًا. السكان يخشون من انتشار الحشرات والأمراض بسبب تراكم القمامة.
تقع قدسيا شمال غرب دمشق، وشهدت توسعًا عمرانيًا كبيرًا بعد عام 2011، حيث ارتفع عدد سكانها من 100 ألف إلى 500 ألف نسمة، ما ضغط على البنية التحتية والخدمات العامة.