نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية مقالاً لإدوارد لوس يتناول علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالصين.
يرى الكاتب أن ترامب يتسم بالوضوح في بعض القضايا، مثل معارضته للهجرة والعجز التجاري، لكن سياسته تجاه الصين تظل غامضة وغير قابلة للتنبؤ. يتساءل المقال عن موقف ترامب من تايوان وما إذا كان يسعى إلى فصل الولايات المتحدة عن الصين تجارياً.
ويشير الكاتب إلى أن المكالمة الهاتفية المرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ قد لا تزيل هذا الغموض، مؤكداً أن الصين تمثل "لغز ترامب الكبير".
يصنف المقال الجانب الصيني الأمريكي في حرب ترامب التجارية ضمن فئة خاصة، مختلفة عن تعامله مع الاتحاد الأوروبي أو كندا. ويؤكد أن طموحات الصين التكنولوجية ذات الاستخدام المزدوج تشكل معضلة جيوسياسية كبيرة لأمريكا. ويرى أن طريقة تعامل ترامب مع هذه الأمور، بما في ذلك قراره بشأن قيود بايدن على تجارة أشباه الموصلات مع الصين، ستكون حاسمة.
ومع ذلك، يشير المقال إلى قلة الأدلة على مدى اهتمام ترامب بهذه القضية، لافتاً إلى أن التأثير متبادل. فبينما يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في تقييد وصول الصين إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والرقائق، إلا أن ترامب قد خفف بالفعل بعض هذه القيود.
ويتساءل الكاتب عما إذا كان ترامب سيعيد فرض التعريفات الجمركية إذا لم ترفع الصين الحظر المفروض. ويشير إلى أن ترامب كان يعتبر تطبيق تيك توك المملوك للصين تهديداً للأمن القومي الأمريكي، لكنه الآن يبقي التطبيق حياً، مع احتمال بيعه قسراً لشريك تجاري لترامب، على عكس رغبات الكونغرس والمحكمة العليا.
ويؤكد الكاتب أن نفس الارتباك يحيط بموقف ترامب من تايوان، حيث تحث أصوات عديدة في إدارته على الدفاع بقوة عن تايوان في حال تعرضها لغزو من الصين.
ويستشهد المقال بتصريح لوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الذي أكد أن التهديد الذي تشكله الصين على تايوان حقيقي وقد يكون وشيكاً، معتبراً أن قلة في الولايات المتحدة أو حول العالم يأخذون كلام هيغسيث على محمل الجد.
ويختتم الكاتب بالإشارة إلى الاعتقاد السائد بأن الصين تستعد لغزو تايوان بحلول عام 2027، معتبراً أن ترامب خلق خطراً حقيقياً على الأمن القومي بجعل وزير دفاعه يصرح بتصريحات كاذبة.