الجمعة, 6 يونيو 2025 11:26 AM

غريتا ثونبرغ ونجوم عالميون على متن "مادلين" لكسر حصار غزة: رحلة إنسانية في مواجهة الصمت

غريتا ثونبرغ ونجوم عالميون على متن "مادلين" لكسر حصار غزة: رحلة إنسانية في مواجهة الصمت

سامي حداد

"ونحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعاب، فإنّ علينا مواصلة المحاولة لأنّ اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا. ومهما كانت خطورة هذه المهمة، فهي لا تضاهي خطورةً صمت العالم أجمع في مواجهة إبادة الأرواح".

بهذه الكلمات، وبعيون دامعة ونبرة أقرب إلى البكاء، أعلنت الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ عن انطلاق رحلة السفينة «مادلين» التابعة لأسطول الحرية، من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية (إيطاليا) نحو قطاع غزة بهدف كسر الحصار المتواصل الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

على متن «مادلين» 12 شخصاً بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ ونجم مسلسل «صراع العروش» الإيرلندي ليام كننغهام والبرلمانية الأوروبية من أصول فلسطينية ريما حسن، إضافة إلى عدد من الصحافيين والحقوقيين والرافضين للإبادة الجماعية.

السفينة التي حُمّلت بمساعدات غذائية وطبية عينية، تبحر بعد أسابيع فقط على استهداف سفينة «الضمير» للأسطول نفسه بمسيّرتين إسرائيليّتن، ما أدّى إلى غرقها بعد إنقاذ طاقمها بتدخّل من مالطا التي لبّت نداء الاستغاثة.

ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة البحرية التي انطلقت في الأول من حزيران (يونيو) نحو سبعة أيام، يقطع فيها النشطاء آلاف الكيلومترات البحرية في عرض المتوسط، آملين في الوصول إلى شواطئ غزة، أو على الأقل، الاقتراب بما يكفي لفرض مشهدية إعلامية تفرض الحرج على صانعي القرار.

هذه الرحلة تأتي في وقت لا يمكن فصله عن مشهدية الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، التي أسفرت في الأشهر الأخيرة عن آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير البنية التحتية الحيوية من مستشفيات ومخابز ومدارس وفرض حصار بحري وبري وجوي وتجويع منهجي للسكان.

إلا أنّ أهمية الرحلة تتجلّى في الرسالة: هناك أصوات ما تزال ترفض الصمت، وما تزال تبحر عكس التيار من أجل كسر العزلة المفروضة على أكثر من مليوني إنسان محاصرين في رقعة ضيّقة من الأرض. الرحلة الحالية تأتي ضمن سلسلة طويلة من محاولات كسر الحصار، تُعرف بـ«أسطول الحرية»، التي بدأت في العقد الماضي، أشهرها رحلة سفينة «مرمرة» عام 2010، التي انتهت أيضاً بمجزرة دامية على يد القوات الإسرائيلية وأثارت موجة إدانات عالمية.

مهما كانت نهاية رحلة «مادلين»، فإنّ أثرها يتجاوز الوصول الجغرافي إلى غزة. فهي تفتح من جديد النقاش العالمي حول أخلاقيات المجتمع الدولي وتُحرجه، هو الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنه يغضّ الطرف عن واحدة من أكثر المجازر المعاصرة هولاً واستمراراً.

مشاركة المقال: