الجمعة, 6 يونيو 2025 07:56 PM

عيد الأضحى في ريف دمشق: أمهات يواجهن الغلاء بحلول مبتكرة لإسعاد أطفالهن

عيد الأضحى في ريف دمشق: أمهات يواجهن الغلاء بحلول مبتكرة لإسعاد أطفالهن

تشهد أسواق ريف دمشق هذا العام حركة بيع وشراء محدودة، وسط تفاوت كبير في الأسعار وغياب القدرة الشرائية لدى معظم الأهالي، على الرغم من اقتراب عيد الأضحى، الذي لطالما ارتبط في الذاكرة الشعبية بفرحة الأطفال وشراء الملابس الجديدة.

في أحد أسواق مدينة التل بريف دمشق، تقف أسيمة الخطيب، وهي أم لثلاثة أطفال، تتفحص الأسعار بنظرة قلقة قبل أن تغادر السوق. تقول: "كنت أتمنى أن أشتري لأطفالي كسوة العيد كاملة، لكن الغلاء خانق. لم أتمكن سوى من شراء أحذية لهم، أما الطقم الكامل فيتجاوز نصف مليون ليرة، وهذا من متوسط الأسعار فقط".

تلجأ كثير من الأمهات إلى بدائل خلاقة لتأمين كسوة أطفالهن، حيث تنتشر ظاهرة "التحايل على الفقر" عبر إعادة تدوير الملابس القديمة أو شراء الألبسة المستعملة (البالة)، التي باتت ملاذًا لفئات واسعة من السوريين.

نوال العلي، أم لطفلين، تجد في مهنة الخياطة التي ورثتها عن والدتها طوق نجاة مؤقتًا. تقول: "أشتري قطعًا أوروبية من البالة، غالبًا ما تكون بجودة عالية، ثم أعيد تصميمها وخياطتها لتناسب مقاسات أطفالي. قد لا تكون جديدة تمامًا، لكنها نظيفة وجميلة وتمنحهم شعورًا بالفرح".

نوال ليست الوحيدة، إذ بدأت مجموعات من النساء بتبادل ملابس الأطفال بينهن، أو عرضها للبيع بأسعار رمزية على تطبيقات الهاتف، ضمن مساعٍ أهلية للتخفيف من الأعباء المتزايدة مع كل موسم عيد.

رغم اختلاف الأسعار من محل إلى آخر، حسب النوع والجودة، إلا أن القاسم المشترك بينها هو ارتفاعها غير المسبوق مقارنة بدخل الأسرة السورية. ففي جولة على بعض المحال بريف دمشق، تبيّن أن فساتين الأطفال تتراوح بين 400 إلى 500 ألف ليرة سورية، وسعر البنطال الواحد يصل إلى 150 ألف ليرة. أما الأحذية (البوط) فتُباع بين 80 إلى 120 ألف ليرة، والطقم الصبياني يتفاوت بين 300 إلى 600 ألف ليرة. أما القطع الأقل كلفة مثل الكنزات، فيصل سعر الواحدة منها إلى 100 ألف ليرة، والقمصان بين 80 و120 ألفًا، ما يجعل "الطقم الكامل" حلمًا بعيد المنال لعائلات كثيرة، خاصة تلك التي لديها أكثر من طفل.

في ظل هذا الواقع، يتضاءل حضور الفرحة في العيد، وتحاول الأمهات بما استطعن أن يقدمن شيئًا من الفرح لأطفالهن، ولو بخطوة رمزية. وتؤكد نوال أن "الفرح لا يُشترى فقط، بل يمكن صناعته".

مشاركة المقال: