أعلنت مديرة إدارة الاتصالات في صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، عن استعداد الصندوق لتقديم المشورة والدعم الفني لسوريا في أعقاب إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات المفروضة عليها. وأكدت كوزاك، خلال إحاطة صحفية، أن سوريا بحاجة ماسة إلى المساعدة لإعادة بناء مؤسساتها الاقتصادية، مضيفة أن الصندوق على أهبة الاستعداد لتقديم المشورة والمساعدة الفنية الموجهة وذات الأولوية في المجالات التي يمتلك فيها خبرة.
وأشارت إلى أن موظفي الصندوق على استعداد لدعم جهود المجتمع الدولي الرامية إلى مساعدة سوريا على إعادة تأهيل اقتصادها، بمجرد أن تسمح الظروف بذلك. وذكرت كوزاك أن آخر تقييم أجراه صندوق النقد لسياسات سوريا الاقتصادية كان في عام 2009، معربة عن توقعات الصندوق بأن يساهم رفع العقوبات في دعم جهود سوريا للتغلب على التحديات الاقتصادية وتعزيز عملية إعادة الإعمار في البلاد.
سوريا لا تريد الاقتراض
من جهته، صرح وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، بأنه لا يوجد حاليًا أي توجه لدى سوريا للاقتراض الخارجي من المؤسسات المالية الدولية والإقليمية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي. وأوضح برنية في مقابلة صحفية أن تركيز الدولة ينصب حاليًا على تهيئة بيئة جاذبة وتوفر الحماية للاستثمارات، وتمكين القطاع الخاص من قيادة اقتصاد البلاد. وأضاف أن سوريا هي التي تضع برامج الإصلاح وتشرف عليها، مع الاستفادة من الخبرات الفنية المتاحة من المؤسسات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى مساعدة عدد من الدول العربية.
وأكد وزير المالية أن رفع العقوبات عن سوريا سيتيح فرصة كبيرة لإعادة بناء المؤسسات، وإعادة الخدمات الأساسية للاقتصاد السوري، واستقطاب التكنولوجيا والمعرفة التي تحتاجها البلاد في عملية الإصلاح، فضلاً عن المساعدة في بناء بيئة جاذبة للاستثمارات في سوريا.
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كان قد أعلن في وقت سابق عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ عقود، وتبعه قرار أوروبي برفع العقوبات المفروضة في عهد النظام السابق، وهو ما قوبل بترحيب دولي وأممي، لما يحمله من استقرار وأثر إيجابي على إعادة الإعمار. ومن المتوقع أن يؤدي استئناف التعامل التجاري والاقتصادي الخارجي مع المؤسسات الرسمية أو عبر الأفراد إلى تنشيط الدورة الاقتصادية التي كانت تعاني بشدة في السنوات الأخيرة.
اقرأ أيضًا: رفع العقوبات.. قرار تاريخي يغيّر الاتجاهات في سوريا