الخميس, 5 يونيو 2025 03:59 PM

شهادة من زنازين الأسد: عمل فني يوثق معاناة المختفين في لندن

شهادة من زنازين الأسد: عمل فني يوثق معاناة المختفين في لندن

يستضيف المعرض الصيفي للأكاديمية الملكية البريطانية للفنون في لندن لعام 2025 عملًا فوتوغرافيًا مؤثرًا، يمثل شهادة مروعة من داخل سجون النظام السوري. هذا المعرض، الذي يُعد من بين أقدم وأشهر المعارض الفنية المفتوحة في العالم، يقام سنويًا منذ عام 1769.

العمل الفني، الذي يحمل عنوان "المختفون"، هو صورة التقطها المصور البريطاني ريتشارد آنسيت، تُظهر قطعة قماش كُتبت عليها أسماء معتقلين سوريين بالدم والصدأ. تم تهريب هذه القطعة من معتقل تابع لـ"الفرقة الرابعة" في مدينة المعضمية بريف دمشق، لتروي قصة مأساوية عن الاختفاء القسري والتعذيب في سجون الأسد.

تعود هذه القماشات إلى مبادرة أطلقها الناشط والصحفي السوري منصور العمري، وهو معتقل سابق خاطر بحياته لتوثيق أسماء رفاقه المعتقلين داخل الزنازين. وكتب العمري على حسابه في "فيسبوك": "هذه القطعة من بين خمس قطع قمت بتهريبها من المعتقل أثناء إطلاق سراحي... كتبنا عليها – بالدم والصدأ – أسماء المعتقلين للتوثيق والتواصل مع عائلاتهم". وأضاف: "سيبقى المفقودون حاضرين معنا ومع عائلاتهم، وسنظل نعمل من أجلهم إلى أن نصل للحقيقة والعدالة".

يُعرض العمل ضمن فعاليات معرض صيف 2025، الذي يمتد من 17 يونيو حتى 17 أغسطس، تحت إشراف المهندسة المعمارية الإيرانية البريطانية فرشيد موسوي. وتركز نسخة هذا العام على "قدرة الفن على فتح الحوارات المجتمعية حول قضايا البيئة والبقاء والعيش المشترك".

بدأت هذه القماشات تُعرض دوليًا منذ عام 2017، وكان من أبرز محطاتها عرضها في متحف الهولوكوست بواشنطن، حيث كانت شاهدًا حيًا على فظائع التعذيب والإخفاء القسري في السجون السورية. كما ظهرت لاحقًا في معارض في أمستردام، لاهاي، أوريغون، ستوكهولم، والآن في لندن.

خلال فترة اعتقاله (2012–2013)، أمضى العمري تسعة أشهر في زنزانة صغيرة جدًا مع أكثر من 60 معتقلاً. هناك، وُلدت فكرة التوثيق باستخدام مزيج من دماء المعتقلين والصدأ من قضبان الزنزانة، كوسيلة لتخليد ذكرى من لا صوت لهم.

الناشط منصور العمري، الذي يعيش الآن في جوتلاند، السويد، لا يزال صوتًا حقوقيًا بارزًا، خاصة بعد أن وثّق قصته في الفيلم الوثائقي البريطاني "مفقودو سوريا"، والذي استعرض صورًا مسربة من أرشيف "قيصر" الشهير، الذي كشف أكثر من 53 ألف صورة لجثث ضحايا التعذيب.

ولد منصور العمري في دمشق عام 1979، ودرس الأدب الإنجليزي بجامعة دمشق. اعتُقل في فبراير 2012 خلال عمله مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وتعرض للتعذيب قبل إطلاق سراحه في فبراير 2013. ولا تزال منظمة العفو الدولية تصنّفه ضمن سجناء الرأي الذين دفعوا ثمن مواقفهم الحقوقية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: