اتفق وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع نظيره الألماني، يوهان فاديفول، على تأسيس المجلس التنسيقي الاقتصادي السوري- الألماني، بينما وعد وزير الخارجية الألماني الجديد، بزيارة دمشق في القريب العاجل.
وقالت الخارجية السورية، في بيان نشرته اليوم 17 من حزيران، إن الشيباني تلقى اتصالًا من فاديفول، ناقشا خلاله القضايا الإقليمية الملحة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وبحسب الخارجية، تناول الوزيران التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، حيث استنكر الشيباني، التوغلات الإسرائيلية في القنيطرة، بما في ذلك عمليات هدم المنازل، واقتلاع الأشجار في جنوبي سوريا، معتبرًا ذلك انتهاكًا واضحًا للسيادة السورية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني أهمية إيجاد حلول دبلوماسية تسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي توغلها في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا مع إصدار أوامر إخلاء وهدم منازل في المحافظة.
وأفادت مصادر أهلية في المحافظة عنب بلدي اليوم، الثلاثاء 17 من حزيران، أن دورية من القوات الإسرائيلية مؤلفة من أربع سيارات دخلت فجر اليوم إلى قرية طرنجة المتاخمة لبلدة جباتا الخشب من الجهة الشرقية. ووفق المصادر، فتشت الدورية المنازل واعتقلت مدنيًا من الأهالي بسبب حدوث مشاجرة بينه وبين القوات الإسرائيلية، ثم اقتادته إلى القاعدة الموجودة غرب حرش جباتا الخشب، ثم إلى جهة غير معلومة داخل الأراضي المحتلة، ولم تفرج عنه لغاية إعداد هذه المادة.
وتابعت المصادر أنه جرى هدم عشرة منازل في بلدة الحميدية بريف المحافظة، بعد أن تم إنذار أصحابها بالإخلاء بحجة قربهم من القاعدة الذي تم إنشاؤها مؤخرًا.
مجلس تنسيق
في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية، كما قالت الخارجية، اتفق الطرفان على تأسيس المجلس التنسيقي الاقتصادي السوري الألماني، بهدف تعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري بينها.
وبحسب الخارجية، جرت مناقشة فرص دعم مشاريع الإعمار والتنمية في سوريا، غلى جانب العمل المشترك لتمكين التعاون المشترك لتمكين الاقتصاد السوري من العودة التدريجية إلى الأسواق العالمية.
واتفق الوزيران على استمرار التواصل والتنسيق، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ومواجهة التحديات الراهنة، كما وعد وزير الخارجية الألماني بزيارة دمشق بالقريب العاجل.
التعاون مع بروكسل
الخارجية قالت إن الجانبان اتفقا على أهمية توطيد العلاقات بين سوريا والاتحاد الأوروبي.
وناقش الشيباني، إمكانية تطوير قنوات الحوار بين دمشق وبروكسل، بما يسهم تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين الطرفين.
وأبدى وزير الخارجية الألماني استعداد بلاده لدعم الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تعزيز التعاون السوري الأوروبي، وفق المبادئ الدولية وكان المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شينك، قد أعرب عن تطلع بلاده إلى شراكة مع الحكومة السورية بعد رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية، آملًا تعزيز الشراكة معها في مجالات الطب والتعليم والنقل.
وطالب في 27 من أيار الماضي، في تصريحات نقلتها قناة “الجزيرة” القطرية يإزالة اسم سوريا من قائمة غسيل الأموال، متطلعًا إلى شراكة بلاده مع الحكومة السورية بعد رفع العقوبات.
وفي اليوم نفسه،قرر الاتحاد الأوروبي رفع المساعدات الإنسانية المقدمة لسوريا لعام 2025، إلى 202.5 مليون يورو، بعد إضافة 20 مليون يورو، مخصصة لدعم الاحتياجات الأساسية، في مناطق شمال شرقي سوريا.
المساعدات الإنسانية الأوروبية، تركز على تقديم خدمات الرعاية الصحية، والغذاء، بحسب ما ذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا عبر منصة “إكس“، حينها وقالت مفوضة المساواة والاستعداد وإدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، حاجة لحبيب، لموقع الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد يلتزم بتقديم المساعدات الإنسانية لشمال شرقي سوريا، حيث يحتاج المواطنون هناك للحماية ولوصول الخدمات الصحية بشكل طارئ.
وخصص الاتحاد الأوروبي 83 مليون يورو للمساعدات الإنسانية في غزة وسوريا ولبنان، إذ توزعت المساعدات بين 20 مليون يورو إضافية لسوريا، و50 مليون يورو لغزة، إضافة إلى 13 مليون يورو للبنان.
علاقات برلين- دمشق
منذ سقوط النظام تقود ألمانيًا حراكًا أوربيا تجاه دمشق، فقد زارت وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك دمشق مرتين وكانت من أوائل الدول الأوروبية التي أعادت افتتاح سفارتها في دمشق، في 20 من آذار.
والتقت بيربوك، الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مرتين، مرة برفقة وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، ومرة برفقة آرمين لاشيت نائب رئيس البرلمان الأوروبي.
وعقب لقائها الشرع، تعهدت بيربوك في مؤتمر صحفي في دمشق حضرته عنب بلدي، بأن تقدم برلين 300 مليون يورو ضمن الجهود الألمانية لتحقيق استقرار اقتصادي في سوريا.
وفقًا للسجل المركزي للأجانب، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا 968,899 شخصًا حتى نهاية آذار الماضي. وبين عامي 2015 و2023، حصل 163,170 سوريًا على الجنسية الألمانية.