نصار الجرف: في البدء كانت الكلمة، فكان تجمع "كلمة" الثقافي، في سلمية مولود ثقافي جديد ينضم إلى باقة الملتقيات والمنتديات الأدبية في سلمية، ليضفي رونقاً جميلاً إلى باقة العطاء والإبداع والفن والأدب، في مختلف مجالاته وأنواعه وأجناسه.
تجمع "كلمة" الثقافي الذي احتفل بولادته بدعم وتعاون من جمعية أصدقاء سلمية، تم إشهاره ضمن حفل فني وأدبي لائق في مسرح الخريف في مقر جمعية الأصدقاء بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين السوريين، يتقدمهم رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية محمد طه عثمان، إيذاناً ببدء فعالياته وأنشطته التي انطلقت بأمسيتي (شعر وقصة) ومحاضرة أدبية تخللتهما فقرات فنية موسيقية وغنائية وعلى مدار يومين.
رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد طه عثمان قال في كلمة ألقاها خلال حفل الإشهار: "في سلمية حيث تنبت الكلمة والحكمة، ينبت الزعتر على حواف البلعاس، نرفع الصوت معاً ونؤسس لوطن يجمع شتاتنا، "الكلمة" مكانتها في زمن الضجيج ومكانها على هذه المنابر، ونحن ندعم تجمع "كلمة" وسنكون جاهزين لأي شراكة معه، كما ندعم بقوة الأفعال لتصبح الكلمة أداة بناء، ومن هنا نبدأ بناء الوطن الذي يتسع للجميع، كي تصبح "الكلمة" هنا هي الأساس والاحترام".
فيما أكدت الشاعرة إباء الخطيب عضو مجلس إدارة تجمع "كلمة" لصحيفة الحرية، أن هذا التجمع ليس حالة طارئة في هذه المدينة، فمن قبل أن يصدح ديك الجن في بساتينها، كانت حصناً لكل مبدع وصاحب رؤيا.
وعن أهداف هذا التجمع الثقافي، قالت الخطيب: "تتمثل أهداف التجمع في إحياء دور ومكانة الأديب في المجتمع وإعادة الثقة بينه وبين المتلقي، وتمكين الأجيال الجديدة من أدوات الإبداع والدخول بهم إلى التجربة الفعلية، كذلك دعم المبادرات الأدبية والحفاظ على حيوية المشهد الأدبي في سلمية خاصة وسورية عامة، والحرص على أن يبقى فضاء الكلمة مفتوحاً وحراً، مختتمة بأن جل ما نتمناه أن نحرس الكلمة ونصون دورها التاريخي، وأن تكون موجة تساهم في تحريك تيار من العطاءات، ليس في سلمية فحسب، بل في سورية كلها".
انطلقت فعاليات الإشهار بفقرة فنية موسيقية وغنائية لفرقة فنون اليوبيل في سلمية، ثم ألقيت كلمات حفل الإشهار، إيذاناً ببدء الفعاليات التي بدأت بأمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء هانيبال عزوز الذي قرأ مجموعة من قصائده النثرية من ديوانه “أقول ماكان.. أقول ما أشتهي ” كانت عناوينها”تحقيق، أمل، عبرنا، و متلازمة الحذاء” وهي نصوص نثرية ممزوجة بألم الإعتقال ومعاناته ، ومن نصه الأخير نقتطف التالي: ” لا أجد كلاماً غير هذا لا أجد أي خرقة لأشد بها ذراع الصباح الملدوغة أنزع ذاكرتي، أمزق منها شريطاً طويلاً، ثم أضغط به بجرأة، ربما يفيد” ثم ألقى الشاعر حسين العبدالله ثلاث قصائد عن الوطن والأم والأب وفيها يقول: ” لو أمطرت ذهباً من بعد ما ذهبا لا شيء يعدل في هذا الوجود أبا ” ثم قرأت القاصة روعة سنبل قصتين مملوءتين بالمشاعر والخيال الثراء والرمزية، الأولى بعنوان” أحدهم يحاول أن يقول شيئاً” والثانية ” دو و يك” واختتمت الأمسية مع الشاعر محمد طه عثمان الذي قرأ ثلاث قصائد عناوينها” نقيض في الريح، النزيف المر، و كيف أغنيك” وهي قصيدة غزلية يقول فيها: ” كريشة في خدر الجدول وهبتك ارتعاشة الأنمل أنا احتمال الغريب ارتداء الربح في تعفف المغزل كيف أغنيك فمي ذاهب ورغبتي دفق الأنا المهمل”.
أما فعاليات اليوم الثاني فقد استهلت بمحاضرة أدبية بعنوان" ملامح موضوعية وفنية من الشعر السوري في زمن الثورة والحرب" قدمها الناقد الدكتور مازن أكثم سليمان، وأدارها الشاعر ماهر القطريب، ومساء كانت الأمسية الشعرية الثانية التي بدأت بفقرة فنية قدمتها الفنانة أنجيلا عجوب والعازف حسام بصو، ثم اعتلى المنبر الشاعرة ديما قاسم التي قرأت مجموعة من قصائد عنونتها بـ ” شو الخطر ببالي- محكي- و خفي حنين – نثر وطفل الكنايات نثر، قبل أن يحين دور الشاعر حسن بعيتي بثلاث قصائد ” أسأل النهر، أسقي الكلام لدى روحي، وكصوفي أبي ” من قصيدته الأولى نختار : ” اسأل النهر عن ملامح وجهي صورة الطفل ضاحكا للحياة راحل فيٌ أم انا فيك أمضي أيها النهر هل شربت صفاتي” أما القاصة فدوى العبود فقرأت قصتين مملوءتين بالمشاعر والحزن في لغة سردية جميلة” تلة يسكنها الأعداء وزيارة ” تلاها الشاعر عبد السلام العنوسي بقصيدتين عموديتين، الأولى بعنوان” الولد المنذور للعجاج، والثانية وادي النحال” ومنها نقتطف: قل لي لأي هوى أعددت متكأ وليس من هدهد يروي لك النبأ هذي البلاد بقلبي تشبه امرأة قد أطعمتني صغيراً ذلك اللبأ” واختتم الأمسية الشاعر الدكتور سعد الدين كلي بنصين نثريين الأول بلا عنوان والثاني “الوصية” وفيها يقول: ليت الذي يبكي علي يلقي بورقة على الجسد ويتركني أموت لا أثر لي حتى أعرفه على صدر القبيلة قاتلي هو ابن عمي أو أخي.. ما عدت أذكر غير إني خلسة أبصرته يعود ويطلق صرخة في صدري العاري ويهرب من دمي بين البيوت”.
رافق الشعراء عزف على العود للدكتور جمال السكاف.
أخبار سوريا الوطن١-الحرية