مع وصول المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى الأراضي السورية، تركزت الأنظار على المهام المحتملة التي قد يكلف بها في منطقة مليئة بالتحديات. وتتزايد التكهنات حول نتائج زيارته المحتملة إلى لبنان الأسبوع المقبل، رغم أنها لم تتأكد رسميًا بعد، وفقًا لمصادر "النهار".
في حال تمت زيارة باراك إلى لبنان، ستشمل القضايا الإقليمية المشتركة بين لبنان وسوريا بنودًا أساسية في أي لقاءات يعقدها.
يبدو أن متابعة الملفات اللبنانية ستكون من اختصاص أكثر من مبعوث ومستشار أمريكي، بمن فيهم باراك. ويهتم عضو الكونغرس الأمريكي دارين لحود بمتابعة الملفات اللبنانية ويتواصل مباشرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد اقترح لحود تعيين سفير للولايات المتحدة في لبنان، لكن هذا القرار يواجه بعض العراقيل لاعتبارات خاصة بتوازنات الحزب الجمهوري في الكونغرس.
على عكس الاعتقادات اللبنانية، لا توجد معلومات مؤكدة في الولايات المتحدة حول المستقبل السياسي لنائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، وتشير آخر التحديثات من الخارجية الأمريكية إلى أنها لا تزال في منصبها.
في الأشهر الماضية، أثنت الولايات المتحدة على أداء الجيش اللبناني في نزع سلاح "حزب الله" في منطقة جنوب الليطاني، لكنها أبدت ملاحظات حول التأخر في حصر السلاح في جميع المناطق اللبنانية، وتؤكد الإدارة الأمريكية الحالية على أهمية اتباع أسلوب مماثل في كل المناطق.
يتلقى لبنان نصائح أمريكية عاجلة لاتخاذ تدابير جذرية لحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية. وتشير أجواء متداولة على المستوى الأمريكي إلى وجود امتعاض في واشنطن من الأداء اللبناني المتأثر بمحاولة "حزب الله" المماطلة في تسليم سلاحه. ورغم أن الولايات المتحدة لا ترغب في اندلاع حرب جديدة في لبنان، إلا أن تشبث "حزب الله" بسلاحه قد يدفع واشنطن إلى عدم اتخاذ إجراءات رادعة ضد أي مواسم حربية مستقبلية قد تشنها إسرائيل في لبنان.
تظل الفكرة الثابتة أمريكياً وإسرائيلياً هي أولوية تخلي "حزب الله" عن سلاحه، سواء قامت الدولة اللبنانية بنزع السلاح أو حققت إسرائيل هذا الهدف بنفسها. ولا تستسيغ الولايات المتحدة فكرة الحوار اللبناني مع "حزب الله"، وتعتبره نوعًا من المماطلة، بينما الهدف اللاحق بعد حصر السلاح هو انضمام لبنان إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
