يحكي خطيب بدلة، بهدوئه المعتاد ونبرته الساخرة، في إحدى مقابلاته التلفزيونية، عن الإشاعات التي التصقت بزياد الرحباني خلال مسيرته الفنية، وكيف حاول التخلص منها دون جدوى. يذكر أن البعض يعتقد أن زياد لا يلحن أو يتحدث إلا وهو تحت تأثير المخدر، مع أنه لا يتعاطى الحشيش أصلًا. كما اتهموه بتأليف أغنية ليست له، ونسبوها إليه زورًا.
ويشير بدلة إلى أنه تعرض لنوع مماثل من سوء الفهم، حيث يرغب البعض في أن يعبر عن آرائهم بدلًا من رأيه الشخصي، وهو ما يرفضه. يوضح أن هذا الأمر يتجاوز الشأن الشخصي، ويتصل بالشأن العام، ويذكر قراء صحيفة "عنب بلدي" بحملة تعرض لها في آب 2024 بسبب زاويته "لماذا لا نصالح إسرائيل؟"، حيث اضطر لتوضيح أنه لم يقصد التنازل، بل التأكيد على فشل الخيار العسكري، وضرورة البحث عن بدائل.
ويلفت إلى أن التغيرات في أمزجة الشعوب تحتاج إلى وقت طويل، مستشهدًا بالحملات ضد الحبيب بورقيبة بسبب تصريحاته حول الصراع العربي الإسرائيلي. ويشير إلى أن الأنظمة العربية تبنت خيار السلام مع إسرائيل تدريجيًا، وأن التطور الأخير تمثل في ظهور تصريحات مهادنة لإسرائيل من قبل مسؤولين في السلطة، وتأييد لدخول سوريا في "اتفاقيات السلام الإبراهيمي". وأصبح الهدف هو إسكات الأصوات التي تدعو لتحرير القدس.
ويختتم بدلة بطرح تجربة افتراضية، حيث يتراجع عن رأيه السابق وينتقد السلطة الحالية على سعيها لإرضاء أمريكا وإسرائيل، متوقعًا أن يتعرض لحملة جديدة تتهمه بمعاداة السلام.