الجمعة, 30 مايو 2025 04:57 PM

روسيا وسوريا تبحثان مستقبل القواعد العسكرية: هل من تغييرات في الأفق؟

روسيا وسوريا تبحثان مستقبل القواعد العسكرية: هل من تغييرات في الأفق؟

تجري روسيا مشاورات مع الحكومة السورية بشأن قواعدها العسكرية في سوريا، والتي تشمل قاعدتي "حميميم" الجوية و"طرطوس" البحرية في الساحل السوري. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن بلاده تجري مفاوضات بشأن قواعدها العسكرية في سوريا ضمن حوار شامل.

ولم يوضح الدبلوماسي الروسي طبيعة هذه المشاورات أو متى بدأت. وفي تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي"، أفاد فيرشينين بأن روسيا تواصل حوارًا قائمًا على الاحترام مع سوريا حول مجموعة من العلاقات الثنائية التي تأخذ في الاعتبار مصالح الجانبين. وأضاف: "نواصل تطوير علاقات الاحترام المتبادل مع دمشق وسوريا، وبشكل عام، تربطنا مع الشعب السوري تقاليد طويلة الأمد من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل. والحوار مستمر، إنه حوار يأخذ في الاعتبار مصالح الطرفين".

ورداً على طلب توضيح من الوكالة الروسية حول ما إذا كان الحوار يشمل أيضًا القواعد العسكرية، أجاب فيرشينين: "إنه يشمل مجموعة كاملة من قضايا العلاقات الثنائية".

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن عن توجيه دعوة لنظيره السوري، أسعد الشيباني، لزيارة موسكو، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس". وأوضح لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، هاكان فيدان، في موسكو، أنه بناءً على اقتراح من نظيره التركي، تم عقد اجتماع في أنطاليا مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والذي تلقى حينها دعوة مفتوحة لزيارة روسيا.

وأكد لافروف استمرار روسيا في الحفاظ على الحوار مع السلطات السورية، ورحب برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا. وأضاف أن روسيا أدانت سابقًا العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا وطالبت بإنهائها، مشيراً إلى أنها أثرت في الواقع على جميع شرائح المجتمع السوري.

هجوم مسلح

في 20 أيار، شن مسلحان هجومًا على قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في سوريا، ما أسفر عن قتلى بين القوات الروسية المدافعة عن القاعدة والأفراد المهاجمين. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدرين حكوميين قولهما إن المسلحين اللذين شنّا الهجوم قتلا. ولم يتضح بعد ما إذا كان القتيلان في القاعدة جنديين روسيين أم متعاقدين سوريين، ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن المسؤول الحكومي قوله إن المسلحين اللذين قُتلا كانا أجنبيين، يعملان مدربين عسكريين في كلية بحرية، تُدرّب أفرادًا من جيش الحكومة. وأضاف أنهما هاجما القاعدة من تلقاء نفسيهما، ولم يكونا تابعين رسميًا لأي فصيل.

وحصلت عنب بلدي على معلومات من مصدر حكومي في محافظة اللاذقية، أكدت وقوع الهجوم، لكن المصدر قال إنه "لا معلومات لدى المحافظة حول ما نتج عن الهجوم".

دور خفي

في 16 آذار، كشف مصدر أمني لعنب بلدي عن تنسيق جرى بين قاعدة "حميميم" الروسية وفلول النظام لدعم ما يسمى بعملية "تحرير الساحل". وشنت فلول النظام في 6 آذار هجومًا استهدف دورية للأمن العام في بلدة بيت عانا التابعة لداليا بريف جبلة الجنوبي، مسقط رأس قائد "الفرقة 25" سهيل الحسن. وخلف هذا الهجوم قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية، ما أشعل فتيل التوتر في كل الساحل.

عنب بلدي حصلت على تسجيلات صوتية من مقاتلين أعضاء في جماعات الفلول المسلحة، توثق تواصلات مع القاعدة الروسية، وسط تعهدات بتقديم الدعم لهذه الجماعات على المستوى اللوجستي والعسكري.

وتثبت التسجيلات أن الجنود الروس يعملون "بطريقة ناعمة" مع هذه الفلول، يقدمون الوعود مقابل صمود الفلول على الأرض. وقدمت القاعدة الروسية أسلحة وعتادًا لهذه المجموعات، وذلك من باب للقاعدة قرب قرية "بستان الباشا" التي تبعد عن القاعدة حوالي 2.7 كيلومتر. كما قدمت خدمات إسعافية للمصابين من فلول النظام من خلال الباب العسكري المطل على ناحية "بطرة" في جبلة.

وطالب ضباط روس من "فلول النظام" الصمود في المعركة مع قوات الأمن العام لمدة 48 ساعة، ريثما يصل الدعم الموعود من القاعدة الروسية والتي بدورها تنتظر الموافقة النهائية من الكرملين، للتدخل بشكل مباشر، بحسب ما تناقله مقاتلو الفلول في التسجيلات.

مشاركة المقال: