أعلن رجل الأعمال السوري، وليد الزعبي، رئيس مجموعة "تايجر" الإماراتية، عن خطط لتطوير برج "ترامب" في دمشق بتكلفة قد تصل إلى 200 مليون دولار. ويتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تصاريح البناء، مع عدم تحديد الموقع الدقيق بعد، وفقًا لصحيفة "الجارديان".
أوضح الزعبي أن البحث جارٍ عن مواقع مناسبة، وأن البرج قد يصل ارتفاعه إلى 45 طابقًا، مع إمكانية تعديل الارتفاع حسب التخطيط. وأشار إلى أن تكلفة البناء ستتراوح بين 100 و200 مليون دولار، وأن البناء سيستغرق حوالي ثلاث سنوات بعد الحصول على الموافقات القانونية من الحكومة السورية وحقوق الامتياز من منظمة ترامب.
وأكد الزعبي على أهمية الحصول على حقوق الامتياز من علامة ترامب التجارية بعد الحصول على تصريح البناء. وتجدر الإشارة إلى أن الصور الأولية للمبنى لا تتضمن شعار ترامب، حيث لا يزال الحصول على إذن الامتياز قيد الدراسة.
كيف ولدت الفكرة؟
وفقًا للتقرير، اقترح وليد الزعبي بناء البرج بهدف جذب الرئيس الأمريكي، في ظل سعي الحكومة السورية الجديدة لرفع العقوبات الأمريكية وتطبيع العلاقات مع واشنطن. وتضمنت المقترحات أيضًا عرضًا لتزويد الولايات المتحدة بإمكانية الوصول إلى النفط السوري وفرص الاستثمار، بالإضافة إلى ضمانات لأمن إسرائيل.
قال وليد الزعبي: "هذا المشروع هو رسالتنا، إن هذا البلد، الذي عانى وأرهق شعبه لسنوات عديدة، وخاصة خلال الحرب في الـ 15 سنة الماضية، يستحق أن يخطو خطوة نحو السلام".
تعود فكرة برج ترامب في دمشق إلى كانون الأول 2024، بعد أن طرح عضو الكونجرس الجمهوري الأمريكي، جو ويلسون، الفكرة في خطاب أمام الكونغرس. وأوضح الكاتب والباحث السوري، رضوان زيادة، أنه اقترح على الزعبي فكرة بناء البرج، وبدأ الاثنان في العمل على المشروع بهدف جذب انتباه الرئيس ترامب.
وذكر زيادة أن هذه الخطوة كانت جزءًا من استراتيجية تهدف إلى وضع سوريا على جدول أعمال ترامب، في ظل عدم وجود تصريحات واضحة من الرئيس حول سوريا عند توليه منصبه. واعتبر أن "برج ترامب" قد يكون وسيلة لجذب اهتمام ترامب، خاصة في ظل اهتمامه بالشرق الأوسط.
وأشار زيادة إلى أنه قدم نموذجًا أوليًا للبرج إلى وزير الخارجية، أسعد الشيباني، والسفير السعودي في دمشق، على أمل أن تصل الفكرة إلى فريق ترامب.
من وليد الزعبي؟
التقى أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي لسوريا، بمجموعة من رجال الأعمال السوريين بعد سقوط الأسد في 8 كانون الأول 2024، وكان وليد الزعبي من بينهم. الزعبي هو رجل أعمال سوري بارز ومعارض لنظام الأسد، الذي استولى على أملاكه في سوريا عام 2012، بما في ذلك جامعة "اليرموك" التي أسسها عام 2005، قبل أن يستعيدها بعد سقوط النظام.
يشغل الزعبي منصب رئيس إدارة مجموعة "تايجر"، التي تعمل في قطاعات متنوعة مثل العقارات والمقاولات والإنتاج الصناعي والأنشطة التجارية والسياحة والسفر، وتمتلك مجموعات سكنية في الإمارات. تأسست "تايجر" في دبي والشارقة، وتوسعت أعمالها لتشمل مناطق أخرى في الخليج العربي وتركيا، وتضم أكثر من 8 آلاف موظف و40 شركة.
ولد الزعبي في عام 1964 في مدينة درعا جنوبي سوريا، وحصل على البكالوريوس من جامعة دمشق عام 1986، وبدأ مسيرته المهنية كمهندس في شركة مقاولات بالإمارات عام 1988.