مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد أسواق دير الزور شرقي سوريا ازدحامًا ملحوظًا، لكن القدرة الشرائية محدودة للغاية، وفقًا لرصد مراسل عنب بلدي. فرغم الإقبال الظاهري، تظل عمليات البيع والشراء ضئيلة بسبب ارتفاع الأسعار، خاصة أسعار الملابس، والتأخر المستمر في صرف رواتب الموظفين عبر تطبيق "شام كاش".
أحمد الحبش، موظف في مديرية الصحة، يوضح لعنب بلدي أن راتبه الشهري يكفيه لأسبوع واحد فقط، ويضطر للاقتراض بقية الشهر. وأشار إلى أن منحة العيد البالغة 500 ألف ليرة سورية تأخر صرفها عبر "شام كاش"، مما اضطره لإلغاء شراء الملابس والاكتفاء بشراء الحلويات، علمًا أن سعر كيلوغرام "الكليجة" يبلغ 25 ألف ليرة سورية. يذكر أن سعر قطعة الملابس الواحدة، كقميص أو بنطال، يتجاوز 100 ألف ليرة سورية، مما يجبر العائلات على تقليل مشترياتها أو اللجوء إلى الملابس المستعملة.
أحمد عبد الفتاح، تاجر ألبسة في دير الزور، يؤكد لعنب بلدي أن الإقبال ضعيف لأن تحسن قيمة الليرة السورية لم ينعكس على الأسعار. وأضاف أن أسعار السلع المستوردة والمحلية ارتفعت، وأن الرواتب والأجور لم تعد تتناسب مع الوضع الاقتصادي والمعيشي. كما أشار إلى أن غياب فرص العمل يحرم الكثيرين من مصدر دخل ثابت، وبالتالي من القدرة على تلبية احتياجات العيد.
رامي الحمصي، صاحب محل ألبسة آخر، يصف حركة السوق بـ "الميتة"، حيث يكتفي الزبائن بالمشاهدة دون الشراء. ويقول إنه يبيع قطعة أو قطعتين في الأيام التي تسبق العيد، بعد أن كان يبيع حوالي 10 قطع يوميًا في السنوات الماضية. وأوضح أن الأسعار ارتفعت على الباعة سواء للبضائع المحلية أو المستوردة، بالإضافة إلى تكاليف الشحن وإيجار المحل، مما يضطر صاحب المحل لبيع البضائع بأسعار مرتفعة لتغطية التكاليف وتحقيق ربح بسيط.
تجدر الإشارة إلى أن متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكونة من خمسة أفراد تجاوز، مطلع العام الحالي، حاجز 14 مليونًا و500 ألف ليرة سورية، وفقًا لـ "مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة"، بينما وصل الحد الأدنى إلى حوالي تسعة ملايين و100 ألف ليرة سورية، مما يوضح الفجوة الكبيرة بين الحد الأدنى للأجور ومتوسط تكاليف المعيشة المتزايدة باستمرار.
اقرأ أيضًا: التكاليف تضعف موسم الزراعة الشتوي بريف دير الزور