الأحد, 25 مايو 2025 11:22 PM

حوار في المتحف الوطني بدمشق: الفن والثقافة كقوة دافعة للتغيير الاجتماعي

حوار في المتحف الوطني بدمشق: الفن والثقافة كقوة دافعة للتغيير الاجتماعي

برعاية وزارة الثقافة، استضاف المتحف الوطني في دمشق جلسة حوارية بعنوان "الفن والثقافة شأن عام"، قدمها الباحث في تاريخ الفن والعمارة عبد الرزاق معاذ ومديرة منصة ذاكرة إبداعية للثورة السورية سنا يازجي.

في ظل تحول الإبداع إلى أداة لتوثيق المعاناة وتجسيدها، وتفاعل الفن مع السياق السياسي والاجتماعي من خلال المعارضة والمواجهة وإعادة الصياغة، تسعى الجلسة إلى فتح حوار حول دور الثقافة والفن كشأن عام وقدرتهما على تحريك الوجدان. كما تناقش الجلسة كيفية حماية هذا الدور من التهميش وتوسيع الفضاءات التي تتيح للفن أداء وظيفته الأخلاقية والسياسية والوجدانية.

أكدت يازجي أن الهدف من اللقاء هو إعادة الاعتبار للفن والثقافة والعاملين في هذا المجال، قبل وبعد فترة النظام السابق. وأشارت إلى أن "ذاكرة إبداعية للثورة السورية" تخطط للعودة بالذاكرة السورية إلى ما قبل الثورة لتوضيح الأسباب التي أدت إلى أحداث عام 2011، وتسليط الضوء على دور الثقافة والفن في المجتمع قبل ذلك التاريخ.

وأضافت يازجي: "عشنا في بيئات تُصادر فيها حرية التعبير، ليصبح الفن الصوت القادر على البوح، وطرح الأسئلة بقوة بأسلوب يتجاوز الحروف، ونقل النقاشات من ساحات السياسة المغلقة إلى ساحات الوجدان العام."

كما أشارت إلى أنهم كانوا ممنوعين من التعبير، واليوم يسعون لقول كلمتهم وفتح الآفاق وتذليل العقبات أمام المخيلة للتعبير عن نفسها ومجتمعها، لأن ذلك يهدد المستبد.

استنكرت يازجي ما قام به النظام السابق من إفراغ عقول الناس من أي اهتمام ثقافي أو فني، والتركيز على تأمين لقمة العيش والأمن الشخصي.

من جانبه، أوضح معاذ أن المبادرات الثقافية والفنية، مثل معرض "معتقلون ومغيبون"، تساهم في كسر احتكار السردية وفتح المجال لسرديات بديلة أكثر صدقاً وقرباً من الناس، بالإضافة إلى إعادة تشكيل الذاكرة الجمعية وإعادة الأسماء والوجوه للضحايا.

وأضاف أن المعرض، الذي يتزامن مع الجلسة، يعتبر تاريخياً ويجمع معرضاً وكتاباً، ويمثل إنجازاً مهماً. وشدد على أهمية فرض هذا التراث المعاصر على الدولة والمنظمات والمؤسسات المسؤولة، لأنه ليس ترفاً بل يجب أن يدخل في تراثنا ومناهجنا المدرسية ويصبح شأناً عاماً.

في مداخلة له، أكد المخرج السينمائي أسامة محمد أنه لا يمكن الحكم على فن بأنه نخبوي في مدينة مثل دمشق، التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، ولا يوجد فيها سوى 3 صالات سينما. وأشار إلى أن اللغة الفنية العامة ليست ترفاً، بل يمكنها أن تقول الكثير من الأشياء التي لا يمكن أن تقولها ما هو أدنى منها مستوى، ولكن الإشكال يكمن في الاستخفاف بالبشر.

واختتم حديثه بالتساؤل: "ماذا يعني فيلم أو عمل فني نخبوي؟ وكيف يمكن أن نحكم عليه؟ ومن الذي دمّر السينما في سوريا؟ ولماذا استُبعد محبو الفن من الواجهة؟"

نبذة عن المتحدثين:

عبد الرزاق معاذ: أستاذ وباحث في تاريخ الفن والعمارة، شغل منصب المدير العام للآثار والمتاحف، وكان معاوناً لوزير الثقافة.

سنا يازجي: مؤسسة ومديرة منصة ذاكرة إبداعية للثورة السورية، وأطلقت الأجندة الثقافية الشهرية "يوميات ثقافية" لرصد المشهد الفني في سوريا.

المصدر: الوطن - مصعب أيوب

مشاركة المقال: