دمشق تشهد حدثاً تاريخياً برفع العلم الأمريكي للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، بالتزامن مع توقيع اتفاقيات طاقة ضخمة بقيمة 7 مليارات دولار.
الخميس، 29 مايو 2025، شهد مقر إقامة المبعوث الأمريكي الخاص في دمشق رفع العلم الأمريكي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ إغلاق السفارة الأمريكية عام 2012 خلال فترة الربيع العربي.
ورغم هذا التطور، لم تعين الولايات المتحدة بعد سفيراً لها في سوريا، ولم تقم بإعادة فتح سفارتها بشكل كامل. وقد أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى أن المخاوف الأمنية لا تزال هي العائق الرئيسي أمام إعادة فتح السفارة.
وقد أظهر مقطع فيديو نشرته رويترز المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، وهو أيضاً السفير الأمريكي لدى تركيا، وهو يرفع العلم بحضور وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني. وقبل ذلك، التقى باراك بالرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، ووزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز المخابرات، حسين سلامة، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل توقيع اتفاقية تزويد سوريا بالكهرباء بين دمشق وشركات قطرية وتركية، والتي بلغت قيمتها 7 مليارات دولار، وصف باراك قرار الرئيس ترامب برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا هذا الشهر بأنه قرار "جريء".
وأضاف باراك، مخاطباً الحضور بمن فيهم الرئيس الشرع: "لن ألقي عليكم خطاباً سياسياً، بل سألقي عليكم خطاباً عاطفياً". ونقل عن الرئيس ترامب ووزير خارجيته روبيو تكريمهما "للحكومة الجديدة الشجاعة والجريئة والمذهلة".
يذكر أن الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في سوريا عام 2012 وسحبت موظفيها بعد أن رفضت الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد معالجة المخاوف الأمنية، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت. وقد أطيح بالأسد في هجوم خاطف العام الماضي بقيادة الشرع، الذي كان عضواً سابقاً في تنظيم القاعدة وزعيماً لجماعة إسلامية متشددة صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وبعد ضغوط من المملكة العربية السعودية وتركيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر عن رفع العقوبات المشددة على سوريا لإعطاء البلاد "فرصة للوصول للعظمة". وفي أعقاب الإعلان، التقى ترامب بالشرع في الرياض، في أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ 25 عاماً.
