الخميس, 5 يونيو 2025 03:55 PM

بعد 40 عامًا في المنفى: الأديب بشير البكر يعود إلى دمشق ويوقع "بلاد لا تشبه الأحلام"

دمشق-سانا: عاد الأديب والشاعر السوري بشير البكر إلى دمشق بعد غياب قسري دام 40 عامًا، منذ عام 1982، ليوقع أحدث أعماله الروائية "بلاد لا تشبه الأحلام"، والتي تتضمن محطات من سيرته الذاتية.

وخلال حفل توقيع الرواية الذي أقيم في مقهى الروضة، بحضور نخبة من الكتاب والشعراء والمثقفين والسياسيين، أوضح البكر أن هذا العمل يمثل سيرة ذاتية مزدوجة لقصة فرد ووطن. يتناول الكتاب طفولته في الحسكة، ودراسته الجامعية في دمشق وحلب، كما يسرد تجربة وطن لم يكن يومًا يشبه الأحلام، مؤكدًا أنه اختار هذا العنوان لإيمانه بأن ما عايشه السوريون سابقًا كان أشبه بالكابوس، بينما يشهدون اليوم ولادة وطن جديد فيما يشبه المعجزة.

وأضاف البكر: "لولا جو الحرية والانفتاح الحالي، لما استطعنا توقيع الكتاب دون إذن أو رقابة، والالتقاء بهذا الجمع المتنوع من الخلفيات السياسية والثقافية."

وأشار البكر، الذي ترجمت قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والتركية وزار العديد من البلدان، إلى أن ذاكرته الأولى هي ذاكرة سورية، على الرغم من أنه عاش فترة من حياته بين الفلسطينيين واللبنانيين في بيروت، ثم انفتح على عوالم أخرى، إلا أن جوهره ظل سوريًا بامتياز.

ويرى البكر، الحائز على جائزة الصحافة العربية لعام 2008، أن سوريا تمر اليوم بمرحلة مفصلية، حيث تركها النظام السابق في وضع متردٍ، كبلد شبه مدمر في البنية التحتية والثقافة والإعلام. وأكد أن هناك أملًا الآن في سوريا جديدة، تنهض من تحت الركام، وأن السوريين يعلقون آمالهم على القيادة الجديدة لتحقيق الاستقرار والحريات.

من جانبه، قال سعيد البرغوثي، صاحب دار كنعان للدراسات والنشر التي تولت طباعة الرواية: "وجودي هنا ليس فقط بصفتي ناشرًا، بل بصفتي شاهدًا على مرحلة ثقافية جديدة. نحن كناشرين ومثقفين، نحمل مسؤولية دعم هذه النهضة، فهذا الحراك لم يكن ممكنًا في زمن الخوف والرقابة، واليوم علينا أن نعيد بناء العقل السوري، بعد أن اغتال النظام السابق الفكر وكم الأفواه، فمسؤوليتنا لا تتوقف فقط على طباعة الكتب."

واعتبر عدد من الحضور أن تنامي الفعاليات الثقافية يمثل رسالة بأن سوريا تدخل مرحلة جديدة من التعافي الثقافي، حيث تعود الكلمة الحرة إلى الواجهة كرمز للأمل والبناء.

تابعوا أخبار سانا على ا و

مشاركة المقال: