دمشق-سانا: مع قدوم الصيف ووفرة الخضراوات الموسمية كالبازلاء والفول والبامية والملوخية وورق العنب، يتجه السوريون إلى "المونة"، وهو تقليد تخزين المنتجات الزراعية بطرق مختلفة لحفظها لفصل الشتاء.
تتنوع طرق التخزين بين العائلات، فمنها "التيبيس" (التجفيف)، و"التفريز"، و"التشريش" (الحفظ بالماء والملح)، أو الحفظ في مرطبانات زجاجية محكمة الإغلاق. بينما تفضل بعض الأسر شراء الخضراوات الطازجة أو المخزنة المتوفرة في الأسواق طوال العام.
الجدة وفيقة عربش تحافظ على هذا التقليد منذ 50 عامًا، وتقوم بتجفيف الفول والبازلاء والبامية والملوخية، معتبرةً هذه الطريقة صحية ولا تحتاج إلى مواد حافظة.
أما السيدة وعد الملحان، فتفضل وضع الفول والبازلاء في مرطبانات زجاجية بعد غليها بالماء والملح والسكر، وتحفظ ورق العنب بالماء والملح، وذلك بعد تجربتها مع انقطاع التيار الكهربائي الذي أفسد مونتها المخزنة في البراد.
السيدة انتصار الحاج علي تفضل تفريز جميع أنواع الخضار، خاصة بعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية التي وفرت الكهرباء على مدار اليوم، مما يسهل عليها عملية الطهي.
رئيس مجلس جمعية العادة الأصيلة للتراث، عدنان تنبكجي، يرى أن اجتماع العائلات للمشاركة في تحضير المونة هو مشهد راسخ في ذاكرة السوريين، مشيرًا إلى أن الإقبال على المونة يزداد بسبب انخفاض الأسعار مقارنة بالعام الماضي.
ويضيف تنبكجي أن بعض العائلات تعتبر المونة المنزلية الأفضل والأقل تكلفة، رغم وجود شركات تنتج وتبيع هذه المنتجات طوال العام.