الإثنين, 26 مايو 2025 04:47 AM

المونة السورية: تقليد عائلي يتحدى الظروف الاقتصادية ويحافظ على النكهة الأصيلة

مع قدوم فصل الصيف ووفرة الخضراوات الموسمية مثل البازلاء والفول والبامية والملوخية وورق العنب في الأسواق، يتجه السوريون مباشرة إلى تحضير "المونة"، وهي عملية تخزين هذه المنتجات الزراعية بطرق مختلفة لحفظها لأطول فترة ممكنة واستخدامها خلال فصل الشتاء.

تتنوع طرق التخزين من عائلة إلى أخرى، فمنها "التيبيس" أي التجفيف، و"التفريز" في الثلاجة، أو "التشريش" وهو الحفظ بالماء والملح، أو حفظها في مرطبانات زجاجية محكمة الإغلاق. في المقابل، تفضل بعض العائلات عدم اللجوء إلى تموين الخضراوات لوجودها في كل أوقات السنة سواء طازجة أو مخزنة في المحلات والمولات.

تحرص الجدة وفيقة عربش على الاستمرار بما ورثته من والدتها من عادات وتقاليد كل صيف على مدى 50 عاماً بتجفيف الفول والبازلاء والبامية والملوخية، معتبرةً هذه العملية من أسهل الطرق وأكثرها صحة، فهي لا تحتاج إلى مواد حافظة وتضمن بقاءها طوال العام بلا هدر. أما السيدة وعد الملحان فلجأت إلى وضع الفول والبازلاء ضمن المرطبانات الزجاجية بعد غليها بالماء والملح والسكر، إضافة إلى حفظ ورق العنب بالماء والملح، وذلك بعد أن خسرت مونتها التي كانت تحتفظ بها عادة في الثلاجة جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال فترة الأزمة.

من جهتها، فضلت السيدة انتصار الحاج علي طريقة تفريز جميع أنواع الخضار لتكون بمتناول يدها في كل الأوقات، ما يسهل عليها عملية الطهو بشكل مباشر، ولا سيما بعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية في منزلها التي وفرت الكهرباء على مدار اليوم.

أوضح رئيس مجلس جمعية العادة الأصيلة للتراث، عدنان تنبكجي، أن مشهد اجتماع العائلات بصغيرها وكبيرها للمساهمة في فصفصة الفول والبازلاء طبع بذاكرة السوريين في هذا التوقيت من كل عام، لافتاً إلى أن زيادة إقبال الأسر حالياً على المونة يعود إلى انخفاض الأسعار عن العام الماضي.

وأشار تنبكجي إلى أن بعض العائلات تستمر بعادة المونة في المنزل لاعتقادهم بأنها الأفضل والأقل تكلفة، رغم دخول شركات إنتاج في هذا المجال على الأسواق السورية وطرح منتجاتها في جميع أوقات العام.

مشاركة المقال: