الأحد, 8 يونيو 2025 11:55 PM

الصين تحكم قبضتها على المعادن النادرة وتُهدد الصناعات الدفاعية الأمريكية: هل تراجع ترامب؟

الصين تحكم قبضتها على المعادن النادرة وتُهدد الصناعات الدفاعية الأمريكية: هل تراجع ترامب؟

علي عبود - لم يصمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طويلا في مواجهة “التنين الصيني”! بعد أيام قليلة من فرض ترامب رسوما جمركية غير مسبوقة على الصين لإرغامها على شروط تتيح استمرار الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، ردت بكين على التهديد “الترامبي” بسرعة: توقفوا عن اللعب معنا، شركات الدفاع الأمريكي في قبضتنا!

المسألة ليست مزاحا ولا تهويلا، وإذا كان ترامب يجيد لعبة الإعلام والضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية، فإن الصين تجيد الأفعال ولو بعيدا عن الأضواء! نعم، فعلتها الصين وأرغمت ترامب على التراجع، فقد كشفت عدة وسائل إعلام غربية، بأن بكين أوقفت صادرات مجموعة واسعة من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس عن العالم، دون أن تذكر نتائج هذا القرار الصيني على اقتصادات الدول الغربية وتحديدا الاقتصاد الأمريكي!

السؤال: هل لدى الصين القدرة على شلّ الشركات الأمريكية الكبرى؟ عندما نعرف أن قطع إمدادات المكونات الحيوية لصناعات السيارات والفضاء وشركات الموصلات، والمقاولات في جميع أنحاء العالم بيد الصين، فهذا يُفسر تجميد ترامب سريعا لقراره بفرض رسوم جمركية غير مسبوقة على واردات أمريكا من الصين!

وما يُثير الرعب لدى الحكومة العميقة في أمريكا ورئيسها “المقامر” ماكشفته صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الصين لم توقف شحنات المغناطيس في العديد من الموانئ الصينية فقط، بل هي تعمل منذ وقت طويل أيضا على تطوير نظام جديد بمجرد تطبيقه سيتم قطع الإمدادات بشكل دائم عن بغض الشركات بما في ذلك شركات الدفاع الأمريكية!

ربما، هي المرة الأولى التي تواجه فيه أمريكا خطرا حقيقيا يهدد صناعاتها العسكرية من قبل منافستها اللدودة الصين التي لن تتأثر في حال توقف الصادرات إلى أمريكا، فحسب نيويورك تايمز فإن معناطيسيات الأرض النادرة تشكل حصة صغيرة من إجمالي صادرات الصين إلى الولايات المتحدة ودول أخرى!

ماذا تعني هذه المعلومة التي كشفتها نيويورك تايمز؟ قد يُسبب انقطاع الإمدادات ضررا إقتصاديا ضئيلا للصين، لكنه سيسبّب عواقب كبيرة على شركات الدفاع الأمريكية تحديدا، فهل لدى واشنطن ترف “المقامرة” للتعامل مع هذه العواقب؟

لعل ترامب راهن ـ ولا يزال يراهن ـ بأن الصين لن تجرؤ على قطع إمداد أمريكا بالمعناطيسيات الأرضية، لكن رد بكين أتى سريعا: لاتجربوننا.. فاللصبر حدود!!

الخلاصة: بدا واضحا من خلال المستجدات الأخيرة أن صفقة المعادن النادرة التي أرغم ترامب زيلنيسكي على توقيعها ستنجز بغض النظر عن نجاح أو فشل محادثات وقف الحرب الأطلسية ـ الروسية على الأراضي الأوكرانية، فأمريكا تخطط للإستحواذ على أكبر كمية من مغناطيسيات الأرض، والبداية ستكون من أوكرانيا، وبعدها روسيا، ولن تتوقف مساعي ترامب ـ ومن سيخلفه ـ عن ضمان استمرار تدفقها من الصين سواء بالترغيب أوالترهيب كي لاتبقى صنعاتها الدفاعية في القبضة “المعدنية” الصينية !!

(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: