الأربعاء, 4 يونيو 2025 03:39 AM

السعودية تُعيد الدفء إلى العلاقات مع سوريا: زيارة تاريخية لوزير الخارجية في دمشق ومبادرات لدعم الاستقرار وإعادة الإعمار

السعودية تُعيد الدفء إلى العلاقات مع سوريا: زيارة تاريخية لوزير الخارجية في دمشق ومبادرات لدعم الاستقرار وإعادة الإعمار

شهدت العاصمة السورية دمشق زيارة رسمية لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تحرك دبلوماسي يُعد من أبرز الخطوات السعودية لتعزيز العلاقات مع سوريا خلال المرحلة الانتقالية. وقد ناقش الوزير السعودي مع المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم وزير الخارجية أسعد الشيباني والرئيس الانتقالي أحمد الشرع، آفاق التعاون السياسي والاقتصادي، مؤكدًا التزام بلاده بدعم “سوريا الجديدة”.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال بن فرحان: “مساهمتنا في رفع العقوبات عن سوريا هي رسالة واضحة بأن المملكة تقف إلى جانب الشعب السوري، وسنواصل دعمنا لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار”.

تحركات سعودية تستهدف التوازن الإقليمي ودعم العملية السياسية

يرى خبراء سياسيون أن التحركات السعودية تجاه دمشق تنبع من رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة دمج سوريا ضمن الحاضنة العربية، والمساهمة في مسار الحل السياسي بما يضمن توازنًا إقليميًا في ظل متغيرات دولية متسارعة.

وقال الدكتور محمد بن دليم القحطاني، أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة الملك فيصل، إن “السعودية تعمل على مبادرات عملية تدعم إعادة بناء الدولة السورية سياسيًا واقتصاديًا، دون التصادم مع القوى الدولية المؤثرة في الملف السوري”.

وأضاف أن هذا التحرك يعزز من موقع سوريا داخل الإطار العربي، ويمهد لحلول دبلوماسية بديلة للعزلة الدولية التي عانت منها خلال السنوات الماضية.

أهداف سياسية ودبلوماسية للزيارة

تشمل أهداف الزيارة – بحسب القحطاني – ما يلي:

تعزيز عودة سوريا إلى الجامعة العربية وفتح قنوات رسمية للحوار.

تمكين الحلول السياسية السلمية بدلاً من المقاربات العسكرية.

إعادة ضبط العلاقات الإقليمية وفق رؤية سعودية واقعية تستند إلى التوازن والبراغماتية.

كما أشار إلى أن هذا المسار يسهم في تهدئة ملفات حساسة مثل أزمة اللاجئين، ومكافحة تجارة الكبتاغون، ودعم مسار إعادة الإعمار بقيادة الأمم المتحدة.

انعكاسات اقتصادية محتملة وتطلعات استثمارية

من الجانب الاقتصادي، أشار القحطاني إلى أن الزيارة قد تمثل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التعاون، مشيرًا إلى:

تحرك عربي جماعي نحو تخفيف العقوبات مثل “قانون قيصر”.

عودة الاستثمارات الخليجية، خصوصًا في مشاريع الطاقة والإسكان والبنية التحتية.

إطلاق مشاريع تنموية صغيرة مثل بناء المدارس والمستشفيات.

استئناف الرحلات الجوية والأنشطة التجارية، حيث تستعد شركة “ناس” السعودية لاستئناف رحلاتها إلى دمشق خلال أيام.

تأثيرات أمنية واستراتيجية للزيارة

من جهته، قال الخبير الأمني السعودي العميد عبد الله العسيري إن زيارة الأمير فيصل بن فرحان تمثل خطوة مهمة في سياق استعادة سوريا لدورها الإقليمي والدولي. وأضاف أن “السعودية تدعم استقرار سوريا من خلال إعادة دمجها في المنظومة العربية وتفعيل الشراكة في ملفات إقليمية مثل إعادة الإعمار ومحاربة التهديدات الأمنية”.

تعاون مرتقب في مجالات حيوية

وخلال زيارته، أعلن وزير الخارجية السعودي أن الوفد ناقش مع المسؤولين السوريين فرص التعاون في مجالات متعددة، أبرزها الطاقة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات. وأشار إلى أن وفودًا سعودية متخصصة ستزور دمشق قريبًا لبحث خطوات عملية لدعم النهوض الاقتصادي السوري.

سبوتنيك عربي

مشاركة المقال: