الإثنين, 26 مايو 2025 02:20 AM

أم الشهيد غياث مطر تروي لـ"سانا": قصة فخر وألم الفقد ومعاناة البحث عن الأبناء

دمشق-سانا: غياث مطر، الشاب الذي عُرف بإنسانيته وشجاعته، لم يتوقع أن يصبح رمزاً للثورة السورية السلمية، عندما بادر بتوزيع الورود والماء، حاملاً شعار "نحن وأنتم إخوة" في داريا.

بقلب يمزقه الفخر والحزن العميق على فقدان ثلاثة من أبنائها، تحدثت والدة غياث وأنس وحازم لـ"سانا الشبابية" عن بداية قصة غياث السلمية في الثورة، وكيف اتفق مع أصدقائه على توزيع الماء والورد على عناصر الأمن كرسالة سلام ومطالبة بالحرية.

وأضافت بصوت مخنوق: "لم يشفع له ذلك من الاعتقال القسري، ليدفع حياته ثمناً لأهدافه النبيلة. عاد بعد ثلاثة أيام شهيداً، جثة هامدة مسلوبة الأعضاء في عام 2011." وأكدت أن الرسائل التحذيرية من النظام لم تثنِ شقيقيه عن مواصلة طريقه.

في العام التالي، اعتُقل حازم عند عودته إلى المنزل بتهمة "تمويل الإرهاب"، وسُلبت سيارته. بعد بحث مضنٍ وأشهر من الانتظار، علمنا أنه في سجن صيدنايا، وحُكم عليه بالإعدام. بدأت رحلة المعاناة في المحاكم، والسعي لتخفيف الحكم إلى المؤبد.

بعيون دامعة، قالت أم غياث: "في عام 2017، كانت زيارتي الأخيرة إلى ذلك السجن المشؤوم. اكتفوا بتسليمي ورقة تحمل رقم جثة حازم وتاريخ وفاته."

وتابعت: "لم تتوقف الآلام عند هذا الحد. انتقلت وعائلتي إلى صحنايا، للحفاظ على ما تبقى لي من عائلتي. ثم بدأت المأساة الأكبر، لحظة اعتقال ولدي أنس من بين يدي. كانت لحظة الفراق والوداع الأخيرة، وانقطعت أخباره منذ عام 2013."

واختتمت أم غياث حديثها قائلة: "أنا كآلاف الأمهات السوريات، لدينا ملف مفتوح ليس في وزارة أو محكمة، بل في ذاكرتنا. نعيش على ذكرى آخر كلمة، وآخر نظرة، وآخر حلم شاهدناه. ننام ونصحو على أمل أن نعلم خبراً عن أولادنا." ودعت إلى الكشف عن مصير جميع المفقودين والمغيبين قسراً، مؤكدة أن الحقيقة ليست ترفاً أو جبراً للخواطر، بل شرط أساسي لتحقيق السلام.

مشاركة المقال: