الثلاثاء, 10 يونيو 2025 12:42 AM

من الخطابة الشعبوية إلى الموضوعية: هل يتجاوز السوريون مرحلة التضليل الإعلامي؟

من الخطابة الشعبوية إلى الموضوعية: هل يتجاوز السوريون مرحلة التضليل الإعلامي؟

يرى خطيب بدلة أن معارضي نظام الأسد انقسموا إلى قسمين: إسلاميون يعتبرون النظام ممثلاً للأقليات ومستحوذاً على السلطة، ويساريون وديمقراطيون وليبراليون يتهمون النظام بالتسلط والإجرام واستخدام كافة الوسائل للاحتفاظ بالسلطة، كقانون الطوارئ والشعارات البراقة والخطابات الإنشائية.

كنا، نحن الأدباء غير المنخرطين في ركب النظام، نسخر من أهل الخطابات الذين يمجّدون النظام، ونصف قذاراتهم بخيال واسع. أتذكر كيف كان أحدهم يصف حال المنافقين بالكذب، وكيف تحولت الخطابات إلى ظاهرة في الستينيات، حيث بدا أن الشعوب تتسابق في الكذب والمزايدة.

كانت الأنظمة الحاكمة هشة وكثيرة اللغط، وإعلامها سخيفاً. الإعلام السوري كان يهاجم المصري والأردني والعراقي، وفي مصر ازدهرت خطابات أحمد سعيد. تحول سعيد إلى نموذج للإعلامي الذي يرى كل ما يصدر عن جماعته رائعاً، وما يصدر عن خصومه سيئاً. لدينا مثال آخر هو وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، وفايز الدويري.

بعد الثورة السورية في 2011، انقسم المجتمع السوري سياسياً، وتشكل فريقان إعلاميان متضادان. برز إعلاميون موالون للنظام تفوقوا على أحمد سعيد والصحاف في التضليل الإعلامي، مثل شريف شحادة وخالد العبود. وظهرت شخصيات معارضة لا تقل سفاهة عن شخصيات النظام، يضخمون مساوئ النظام ومحاسن الثورة. أصبحنا نبحث عن شخص منحاز لسوريا، يتبنى خطاباً وطنياً، وينظر إلى المستقبل أكثر من الماضي والحاضر. تعمقت الطائفية وزادت الأحقاد بين السوريين، واتحد الفريقان المتناحران في مواجهة صاحب الخطاب الوطني!

أطمح أن يأتي يوم نتحدث فيه بموضوعية، وننظر إلى الرأي على أنه رأي قد يصح وقد يخطئ، دون أن نهين قائله.

مشاركة المقال: