سمير حماد يتساءل: كيف تحوّل واقعنا وثقافتنا إلى حفلة تنكرية رمادية، يصعب فيها التمييز بين الوجوه والأقنعة، وبين الوهم والحقيقة؟
كيف استسلم الناس، بمن فيهم المثقفون، لهذا التبلد والابتعاد عن الجدية، والاستسلام للتقهقر والتراجع والفجاجة؟ كيف تعرضت ثقافتنا لهذا الجدب والجفاف؟ وكيف استطاع سماسرة الكلمة أن يتربعوا على المنابر الثقافية والإعلامية ومواقع التواصل؟
الثقافة ليست بخير، فهي في مرحلة تدهور وانحطاط، فالكتاب والقراءة في تراجع، ونهر الثقافة والإبداع والنقد يجف. كيف ننتج مما لا نملك مادته الأولية؟
في الزمن الرديء، يسود سباق محموم لتجميل القبح وإخفاء الحقيقة، مما يجعل التخلف ينمو، والنقد الذاتي يضمر، ويتسع شبح النرجسية والتبجح بالذات، والتورم الثقافوي المخادع، للتعويض عن النقص بالموجود والتذكير بالمفقود.
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)